كانوا يفعلون إذا أرادوا منه حاجة فلما رآهم قال ما حاجتكم (قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون) نحفظه حتى نرده أرسله معنا إلى الصحراء يرتع ويلعب وإنا له لحافظون فقال لهم يعقوب (إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون) لا تشعرون. وإنما قال لهم ذلك لأنه كان رأى في منامه كان يوسف على رأس جبل وكأن عشرة من الذئاب قد شدوا عليه ليقتلوه وإذا ذئب منها يحمي عنه وكأن الأرض انشقت فذهب فيها فلم يخرج منها إلا بعد ثلاثة أيام فلذلك خاف عليه الذئب.
فقال له بنوه: (لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون). فلما سمع يعقوب ذلك اطمأن قلبه إليهم فقال يوسف يا أبت ارسلني معهم قال أو تحب ذلك قال نعم فاذن له فلبس ثيابه وخرج معهم وهم يكرمونه فلما برزوا إلى البرية اظهروا له العداوة وجعل بعض أخوته يضربه فيستغيث بالآخر فيضربه فجع لا يرى منهم رحيما فضربوه حتى كادوا يقتلونه وجعل يصيح يا أبتاه يا يعقوب لو تعلم ما يصنع بابنك بنو الإماء.
كادوا يقتلون قال لهم يهوذا أليس قد أعطيتموني موثقا أن لا تقتلوه فانطلقوا به إلى الجب فأوثقوه كتافا ونزعوا قميصه وألقوه فيه فقال يا أخوتاه ردوا علي قميصي أتوارى به في الجب فقال ادع الشمس والقمر والأحد