وأما امرأته فقالت: كيف أتركه وليس عنده أحد يموت جوعا وتأكله السباع فرجعت اليه فرأت أيوب وقد عوفي فلم تعرفه فعجبت حيث لم تره على حاله فقالت له يا عبد الله هل رأيت ذلك الرجل المبتلي الذي كان ههنا؟ قال: وهل تعرفينه إذا رأيتيه؟ قالت: نعم، قال: هو أنا، فعرفته.
وقيل: إنما قال مسني الضر لما وصل الدود إلى لسانه وقلبه وخاف أن يبطل عن ذكر الله تعالى والفكر. ورد الله اليه أهله ومثلهم معهم قيل هم بأعيانهم وقيل رد الله اليه امرأته ورد إليها سبابها فولدت له ستة وعشرين ذكرا وأنزل الله اليه ملكا فقال يا أيوب إن الله يقرئك السلام لصبرك على البلاء أخرج إلى أندرك فخرج اليه فبعث الله سبحانه فألقت عليه جرادا من ذهب وكانت الجرادة تذهب فيتبعها حتى يردها في أندره فقال الملك أما تشبع من الداخل حتى تتبع الخارج فقال إن هذه البركة من بركات ربي لست أسبع منها.
وعاش أيوب بعد ان رفع عنه البلاء سبعين سنة، ولما عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا من النخل فيه مائة شمراخ فيضرب به زوجته ليبر من يمينه ففعل ذلك.
وقول أيوب: (ربي إني مسني الضر) دعاء ليس بشكوى ودليله قوله تعالى (فاستجبنا له).
وكان من دعاء أيوب أعوذ بالله من جار عينه تراني إن رأى حسنة سترها وغن رأى سيئة ذكرها. وقيل كان سبب دعائه انه قد ابتعه