يسمع فيها عشرة آلاف صوت من الصواعق يقولون من فعل ذلك يا أيوب فاخذ ترابا فوضعه على رأسه وقال أنت يا رب فأوحى الله إليه استعد للبلاء قال فديني قال أسلمه لك قال فما أبالي.
وقيل كان السب غير ذلك وهو نحو ما ذكرناه.
فلما ابتلاه الله واشتد البلاء قالت امرأته إنك رجل مجاب الدعوة فادع الله أن يشفيك فقال كنا في النعماء سبعين سنة فلنصبر في البلاء سبعين سنة والله لئن شفاني الله لأجلدنك مائة جلدة وقيل إنما أقسم ليجلدها لأن إبليس ظهر لها وقال بم أصابكم ما أصابكم قالت بقدر الله قال وهذا أيضا بقدر الله فاتبعني فاتبعته فأراها جميع ما ذهب منهم في واد وقال اسجدي لي وأرد عليكم فقالت إن لي زوجا استأمره فلما أخبرت أيوب قال ألم تعلمي أن ذلك الشيطان لئن شفيت لأجلدنك مائة جلدة وأبعدها وقال لها طعامك وشرابك علي حرام لا أذوق مما تأتيي به شيئا فابعدي عني فلا أراك فذهبت عنه فلما رأى أيوب أن امرأته قد طردها وليس عنده طعام ولا شراب ولا صديق خر ساجدا وقال رب (إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) كرر ذلك فقيل له أرفع رأسك فقد استجيب لك (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب) ورد الله إليه جسده وصورته.