البلد وكان كثير هذا يحجب أبا يزيد خالد بن محمد المقتول الذي ذكرنا أمره قبل هذا (وفيها) وثب جماعة من الهاشميين على علي بن عيسى حين تأخرت أرزاقهم وقد خرج من عند حامد بن العباس وشتموه وزنوه وخرقوا دراعته وأرجلوه فخلصه القواد منهم فحاربوهم وضربوا ضربا شديدا واتصل ذلك بالمقتدر بالله فأمر فيهم بأمور عظام وأن ينفوا إلى البصرة مقيدين فحملوا في سفينة مطبقة بعد أن ضرب بعضهم بالدرة وأمر بأن يحبسوا في المحبس فلما وصلوا أجلسهم سبك الطولوني أمير البصرة على حمير مقدين وأدخلهم إلى دار في جانب المحبس وكلمهم بجميل ووعدهم وفرق فيهم أموالا إلا أنه أسر ذلك ثم نفذ الكتاب بإطلاقهم فأحسن إليهم سبك الطولوني وأحضرهم وزادهم وصنع لهم طعاما ثم وصلهم وأكريت لهم سميريات فكان مقامهم بالبصرة عشرة أيام ووصلهم حامد وأم موسى وأخوها وعلي بن عيسى (وفى هذه السنة) أخذ من القاضي محمد بن يوسف مائة ألف دينار وديعة كانت لابن الفرات وزفت ابنة القاسم بن عبيد الله إلى أبى أحمد بن المكتفى بالله فعملت لهما وليمة أنفق فيها مال جليل يزيد على عشرين ألف دينار (وفيها) عزل نزار بن محمد عن شرطة بغداد ووليها محمد بن عبد الصمد ختن تكين من قواد نصر الحاجب (وفيها) مات إسحاق بن عمران يوم الأربعاء لسبع خلون من صفر (وفيها) مات محمد ابن خلف وكان إليه قضاء الأهواز وولى ابن البهلول قاضى الشرقية مكانه (وفيها) ورد الخبر في أول جمادى الأولى بوفاة عج بن حاج أميرا الحجاز فكتب السلطان إلى أخيه أن يلي مكانه (وفيها) مات القاضي أحمد بن عمر بن سريج وكان أعلم من بقى بمذهب الشافعي وأقومهم به ودفن يوم الثلاثاء لخمس بقين من ربيع الآخر (وفى هذه السنة) مات الحسين بن حمدان في الحبس وقد قيل قتل وقد كان علي بن محمد بن الفرات تضمن عنه قبل القبض عليه أن يغرم للسلطان مالا عظيما يقيم به الكفلاء فعورض في ذلك وقيل له انما يريد الحيلة على الخليفة فأمسك (وحج بالناس) في هذه السنة أبو بكر أحمد بن العباس أخو أم موسى
(٥٣)