بمناطق ذهب وأربعون طختا من فاخر الثياب ومائة ألف دينار مسيفة كل ذلك هدية من قبل النساء إلى أزواجهن * وفيها قدم أبو القاسم بن بسطام من مصر إلى بغداد بعد أن كتب إليه في القدوم في دارة أدارها علي بن عيسى عليه ومطالبة ذهب إلى أخذه بها فلما قدم وجه إلى الخليفة والى السيدة بهدية فخيمة وأموال جزيلة فقطعا عنه مطالبة علي بن عيسى وانقطع بنفسه إلى الوزير حامد فاعتنى به وكان ذلك سببا لفساد ما بين الوزير حامد وبين علي بن عيسى ووقعت بينهما ملاحاة خرجا معها إلى التهاتر والتساب وبعث ذلك حامد الوزير إلى أن يضمن للخليفة فيما كان يتقلده على وأحمد ابنا عيسى أموالا عظيمة فأجيب إلى ذلك واستعمل حامد عليها عبيد الله بن الحسين بن يوسف فبلغته عنه بعد ذلك خيانة أقلقته فاستأذن الخليفة وشخص من بغداد إلى واسط وأقام بها أياما وانحدر منها إلى الأهواز وأحكم ما أراد وأوفى ما عليه من الأموال مقسطا في كل شهر سوى ما وهب وأنفق فزعم أنه وهب مائة ألف دينار وأنفق مائة ألف دينار وقدم إلى بغداد في غرة ذي القعدة وخلع عليه وحمل قال الصولي رأيته يوما وقد شكا إليه شفيع المقتدري فناء شعيره فجذب الدواة إلى نفسه وكتب له بمائة كر وكتب لام موسى بمائة كر وكتب لمونس الخادم بمائة كر * وفي هذه السنة تتابعت الاخبار من مصر بإقبال صاحب المغرب إليها وموافاته الإسكندرية * ثم ورد الخبر في جمادى الآخرة بوقعة كانت بين أصحاب السلطان وبينهم في جمادى الأولى وأنه قتل من البرابر نحو من أربعة آلاف ومن أصحاب السلطان مثلهم فندب المقتدر مؤنسا الخادم للخروج إلى مصر مرة ثانية فخرج في شهر رمضان سنة 7 وشيعه إلى مضربه أبو العباس محمد ابن أمير المؤمنين المقتدر وأجلاء الناس وسار في آخر شهر رمضان فكان في الطريق باقي سنة 7 وفيها مات أبو أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان لأيام مضت من صفر * وفى آخر صفر لست بقين منه توفى محمد بن عبد الحميد كاتب السيدة وكان ممن عرضت عليه الوزارة فأباها وكان موسرا بخيلا وكان من مشايخ الكتاب الذين يعول عليهم في الأمور وفى أحكام الدواوين وأخذت السيدة أم المقتدر بالله من
(٥٥)