ومن كان يحسده وأغرى الخليفة به فكتبت رقعة وأخرجت من دار السلطان إلى علي ابن عيسى وهو محبوس وسمى له فيها جماعة ليقول فيهم بمعرفته وليستوزر من يشير منهم وكان في جملة التسمية إبراهيم بن عيسى فوقع تحته شره لا يصلح ووقع تحت اسم ابن بسطام كاتب سفاك للدماء ووقع تحت اسم ابن أبي البغل ظالم لادين له ووقع تحت اسم حامد بن العباس عامل موسر عفيف قد كبر ووقع تحت اسم الحسين ابن أحمد الماذرائي لا علم لي به وقد كفى ما في ناحيته ووقع تحت اسم أحمد ابن عبيد الله بن خاقان أحمق متهور ووقع تحت اسم سليمان بن الحسين بن مخلد كاتب حدث ووقع تحت اسم ابن أبي الحوارى لا إله إلا الله فأجمع رأى المقتدر ومن كان يشاوره على تقليد حامد بن العباس الوزارة وأعان على ذلك نصر الحاجب ورآه صوابا فأنفذ المقتدر حاجبه المعروف بابن بويح للاقبال بحامد وقبض على على ابن محمد بن الفرات يوم الخميس بعد العصر لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر وعلى من ظفر به من آله وحاشيته فكانت وزارته في هذه المدة سنة وخمسة أشهر وتسعة عشر يوما وفر ابنه المحسن من ديوان المغرب وكان يليه فدخل إلى منزل الحسين بن أبي العلاء فلم يستتر أمره وأخذ فجئ به إلى دار السلطان ودخل حامد بن العباس ببغداد يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الأولى عشيا فبات في دار نصر الحاجب التي في دار السلطان ووصل يوم الثلاثاء من غدوة إلى المقتدر وخلع عليه بعد أن تلقاه الناس من نهر سابس إلى بغداد ولم يتخلف عنه أحد ورأى السلطان ومن حوله ضعف حامد وكبره فعلموا أنه لابد له من معين فأخرج علي بن عيسى بن محبسه وأنفذ إلى الوزير حامد ومعه كتاب من الخليفة يعلمه فيه أنه لم يصرف عليا عن الوزارة لخيانة ولا لشئ أنكره ولكنه واصل الاستعفاء فعوفي قال وقد أنفذته إليك لتوليه الدواوين وتستخلفه وتستعين به فان ذلك أجمع لأمورك وأعون على جميل نيتك فسلم الكتاب إلى الوزير شفيع المقتدري فتطاول لعلي بن عيسى حين دخل إليه وأجلسه إلى جانبه فابى عليه وجلس منزويا قليلا وقرأ الرقعة وأجاب فيها
(٥١)