بابن المعتز وتقديمه وخلع المقتدر لصغر سنه فكان أمر الله قدرا مقدورا ولقد تحير الناس في أمر دولة المقتدر وطول أيامها على وهى أصلها وضعف ابتنائها ثم لم ير الناس ولم يسمعوا بمثل سيرته وأيامه وطول خلافته وقال محمد بن يحيى الصولي وفى يوم الاثنين لتسع ليال بقين من ربيع الأول خلع المقتدر على علي بن محمد بن الفرات للوزارة وركب الناس معه إلى داره بسوق العطش وتكلم في إطلاق جماعة ممن كان بايع ابن المعتز فأذن له المقتدر في ذلك فخلى سبيل طاهر ابن علي ونزار بن محمد وإبراهيم بن أحمد الماذرائي والحسين بن عبد الله الجوهري المعروف بابن الجصاص ووضع العطاء للغلمان والأولياء الذين بقوا مع المقتدر صلة ثانية للفرسان ثلاثة أشهر وللرجالة ست نوائب وولى مونسا الخادم شرطة جانبي بغداد وما يليها وتقدم إليه بالنداء على محمد بن داود ويمن ومحمد الرقاص وأن يبذل لمن جاء بمحمد بن داود عشرة آلاف دينار وخلع على عبد الله بن علي ابن محمد بن أبي الشوارب لقضاء جانبي بغداد وقلد الوزير علي بن محمد أخاه جعفر ابن محمد ديوان المشرق والمغرب وأشاع أنه يخلفه عليهم وقلد نزار الكوفة وطساسيجها وعزل عنها المسمعي ثم عزل نزارا وولى الكوفة نجحا الطولوني وخلع على أبى الأغر خليفة بن المبارك السلمي لغزاة الصائفة وعظم أمر سوسن الحاجب وتجبر وطغى فاتهمه المقتدر ولم يأمنه وأدار الرأي في أمره مع ابن الفرات فأوصى إليه المقتدر خذ من الرجال من شئت ومن المال والسلاح ما شئت وتول من الأعمال ما أحببت وخل عن الدار أولها من أريد فأبى عليه وقال أمر أخذته بالسيف لا أتركه إلا بالسيف فأحكم المقتدر الرأي مع ابن الفرات في قتله فلما دخل معه الميدان في بعض الأيام أظهر صافي الحرمي العلة وجلس في بعض طرق الميدان متعا للافنزل سوسن ليعوده فوثب إليه جماعة فيهم تكين الخاصة وغيره من القواد فأخذوا سيفه وأدخلوه بيتا فلما سمع من كان معه بذلك من غلمانه وأصحابه تفرقوا ومات سوسن بعد أيام في الحبس وقلد الحجابة نصرا الحاجب المعروف بالقشوري وكان موصوفا بعقل وفضل وكان النصارى في آخر أيام العباس
(٢١)