النية لعامة القواد والخدم منصفا لهم في إذنه لهم ولقائه ثم تجبر عليهم وكانوا يمشون بين يديه فلا يأمرهم بالركوب وترك الوقوف على المتظلمين والسماع منهم فاستثقله الخاصة والعامة وكثر الطعن عليه والانكار لفعله والهجاء له فقال بعض شعراء بغداد فيه يا أبا أحمد لا تحسن * بأيامك ظنا واحذر الدهر فكم أه * لك أملاكا وأفنا كم رأينا من وزير * صار في الأجداث رهنا أين من كنت تراهم * درجوا قرنا فقرنا فتجنب مركب الكبر * وقل للناس حسنا ربما أمسى بعزل * من باصباح يهنا وقبيح بمطاع الا * مر ألا يتأنا اترك الناس وأيا * مك فيهم تتمنى وكان مما يشنع به الحسين بن حمدان على العباس أنه شرب يوما عنده فلما سكر الحسين استخرج العباس خاتمه من أصبعه وأنفذه إلى جاريته مع فتى له وقال لها يقول لك مولاك اشتهى الوزير سماع غنائك فاحضري الساعة ولا تتأخري فهذا خاتمي علامة إليك قال الحسين وقد كنت خفت منه شيئا من هذا لبلاغات بلغتني عنه وكتب رأيت له إليها بخطه فحفظت الجارية وحذرتها فلم تصغ إلى قول الفتى ولا اجابته وكان الحسين يحلف مجتهدا أنه سمعه يكفر ويستخف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه قال في بعض ما جرى من القول قد كان أجيرا لخديجة ثم جاء منه ما رأيت قال فاعتقدت فتله من ذلك الوقت وأعتقد غيره من القواد فيه مثل ذلك واجتمعت القلوب على بغضته فحينئذ وثب به القوم فقتلوه وكان الذي تولى قتله بدر الأعجمي والحسين بن حمدان ووصيف بن سوارتكين وذلك يوم السبت لاحدى عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول من العام المؤرخ
(١٩)