القرى والنواحي والاسراع إليها في الشذا والسميريات وما خف من الزواريق وأن يستصحب جلد أصحابه وشجعانهم وأبطالهم ليحول بين هؤلاء الرجال والرجوع إلى مدينة صاحب الزنج فتوجه أبو العباس لذلك وعلم الخبيث بمسير أبى العباس له فأمر بهبوذ أن يسير في أصحابه في المعترضات والأنهار الغامضة ليخفى خبره إلى أن يوافي القندل وابراسان ونواحيها فنهض بهبوذ لما أمره به الخبيث من ذلك فاعترضت له في طريقه سميرية من سميريات أبى العباس فيها غلمان من غلمانه الناشبة في جماعة الزنج فقصد بهبوذ لهذه السميرية طامعا فيها فحاربه أهلها فأصابته طعنة في بطنه من يد غلام من مقاتلة السميرية أسود فهوى إلى الماء فابتدره أصحابه فحملوه وولوا منهزمين إلى عسكر الخبيث فلم يصلوا به إليه حتى أراح الله منه فعظمت الفجيعة به على الفاسق وأوليائه واشتد عليه جزعهم وكان قتله الخبيث من أعظم الفتوح وخفى هلاكه على أبى احمد حتى استأمن رجل من الملاحين فأنهى إليه الخبر فسر بذلك وأمر بإحضار الغلام الذي ولى قتله فأحضر فوصله وكساه وطوقه وزاد في أرزاقه وأمر لجميع من كان في تلك السميرية بجوائز وخلع وصلات (وفى هذه السنة) كان أول شهر رمضان منها يوم الأحد وكان الاحد الثاني منه الشعانين وفى الاحد الثالث الفصح وفى الاحد الرابع النيروز وفى الاحد الخامس انسلاخ الشهر (وفيها) ظفر أبو أحمد بالذوائبي وكان مما يلا لصاحب الزنج (وفيها) كانت وقعة بين يدكوتكين بن اساتكين وأحمد بن عبد العزيز فهزمه يدكوتكين وغلبه على قم (وفيها) وجه عمرو بن الليث قائدا بأمر أبى أحمد إلى محمد بن عبيد الله ابن أزار مرد الكردي فأسره القائد وحمله إليه (وفى ذي القعدة) منها خرج رجل من ولد عبد الملك بن صالح الهاشمي بالشام يقال له بكار بين سلمية وحلب وحمص فدعا لأبي أحمد فحاربه ابن عباس الكلابي فانهزم الكلابي ووجه إليه لؤلؤ صاحب ابن طولون قائدا يقال له بودن في عسكر وجيش كثيف فرجع وليس معه كثير أحد (وفيها) أظهر لؤلؤ الخلاف على ابن طولون (وفيها) قتل
(١٠٠)