ذو ضفيرتين، وهو النابغة، وعن يساره رجل لا أعرفه، فجلست بين يديه فقال: أتعرف هذين؟ فقلت: أما هذا فأعرفه، هو النابغة، وأما هذا فلا أعرفه. فقال: هو علقمة بن عبدة (1)، إن شئت استنشدتهما وسمعت، وإن شئت أن تنشد بعدهما أنشدت، وإن أحببت سكت. قال قلت: وذاك:، فاستنشد النابغة، فأنشده:
كليني لهم يا أميمة ناصب * وليل أقاسيه بطئ الكواكب (2) قال: فذهب يصغي. ثم قال لعلقمة: أنشد، فأنشد:
طحا بك قلب في الحسان طروب * بعيد الشباب عصر حان مشيب (3) قال: فذهب يصغي (إلى) (4) الآخر. ثم قال لي: أنت الآن أعلم، إن أحببت أن تنشدنا بعد ما سمعت فأنشد، وإن أحببت أن تمسك فأمسك. قال: فتشددت وقلت: لأنشد قال: هات، فأنشدته القصيدة التي أقول فيها:
أبناء جفنة حول قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل يغشون حتى ما تهر كلابهم * لا يسألون عن السواد المقبل