والنهاية الأليمة التي لقيها أمير المؤمنين بين المدافع عنه والخاذل، والتي فتحت أبواب الشر على المجتمع الاسلامي.
ولعلنا لا نجد نصا قديما قد عالج حياة عثمان والمجتمع المدني وأحداث الفتنة بمثل الدقة والتوسع، والاستيثاق والحيدة في الاحكام يضارع أو يقرب مما كتبه ابن شبة في هذا الكتاب، مما يجعله أهم النصوص الأصيلة التي بين أيدينا.
وأخيرا، فإذا كان هذا الكتاب قد مني بحظ عاثر فتأخر اكتشافه، وتأخر تحقيقه، إلا أننا نستطيع أن نقول: إنه بفضل الله تعالى، وبفضل الغيورين على العلم والأوفياء لمدينة الرسول ممثلين في سماحة السيد حبيب محمود أحمد نضم إلى الأصول الرائدة في تاريخ السيرة النبوية، والحياة الاسلامية في مدينة الرسول في الحقبة التي تولى أمور المسلمين فيها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنهما كتابا آخر هو تاريخ المدينة لعمر بن شبة النميري البصري.
ونحمد الله تعالى على أنه سدد الخطى، وبارك في الجهد، وسهل الصعب حتى تم تحقيق الكتاب، وهو وحده نعم المولى ونعم النصير، ولعلي أكون عند حسن ظن بعض الأساتذة الأفاضل الذين أشفقوا علي حينما علموا بإقدامي على تحقيق هذا الكتاب.
وأخيرا فإني أشكر كل من تفضل بمعاونتي في صورة ما من صور المعاونة، وأدعو الله أن يجزيهم عني وعن العلم أحسن الجزاء..
فهيم محمد شلتوت مكة المكرمة في 14 من رجب سنة 1399 (8 من يونية سنة 1979 م)