ابن قيس يقول: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: ألا أخبركم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعني؟ قلنا: بلى. قالت: لما كانت ليلتي انفلت (1) فوضع نعليه عند رجليه، ووضع رداءه، وبسط طرف إزاره على فراشه (فاضطجع) (2) ثم لم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت، ثم انتعل رويدا، وأخذ رداءه رويدا، ثم فتح الباب رويدا، ثم خرج وأجافه رويدا، وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري، وانطلقت في أثره حتى جاء البقيع، فرفع يده ثلاث مرات وأطال القيام، ثم انحرف وانحرفت، وأسرع وأسرعت، وهرول وهرولت، وأحضر (3) وأحضرت، وسبقته فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال: مالك يا عائشة رابية حشيا (4)؟ قلت: لا شئ. قال: لتخبريني (5) أو ليخبرني اللطيف الخبير. قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، فأخبرته الخبر.
(٨٨)