والقريتان: قريبة من النباج في طريق مكة من البصرة، قال السكوني: هما قرية عبد الله بن عامر ابن كريز وأخرى بناها جعفر بن سليمان وبها حصن يقال له العسكر، وهو بلد نخل بين أضعافه عيون في مائها غلظ وأهلها يستعذبون من ماء عنيزة، وهي منها على ميلين، قال جرير:
تغشى النباج بنو قيس بن حنظلة * والقريتين بسراق ونزال ويقال لقران وملهم قريتان لبني سحيم باليمامة.
والقريتان أيضا: قرية كبيرة من أعمال حمص في طريق البرية بينها وبين سخنة وأرك أهلها كلهم نصارى، وقال أبو حذيفة في فتوح الشام: وسار خالد بن الوليد، رضي الله عنه، من تدمر إلى القريتين، وهي التي تدعى حوارين، وبينها وبين تدمر مرحلتان، وإياها عنى ابن قيس الرقيات بقوله:
وسرت بغلتي إليك من الشام *، وحوران دونها والعوير وسواء وقريتان وعين ال * تمر خرق يكل فيه البعير فاستقت من سجاله بسجال * ليس فيها من ولا تكدير وقد نسب إليها خالد بن سعيد أبو سعيد الكلبي من أهل القريتين، حدث عن عبد الله بن الوليد العذري، روى عنه محمد بن عنبسة الحديثي، قاله في تاريخ دمشق ثم قال في ترجمة عبد الله بن دينار: أبو الوليد العذري الدمشقي، حدث عن الأوزاعي، روى عنه خالد بن سعيد أبو سعيد من أهل القريتين، ويقال خلف بن سعيد فيما يراه، فاختلف وخالد أصح.
قرير: قرأت بخط عبد الله بن علي بن محمد بن سليمان بن داود الفارسي في جزء فيه أخبار رواها أبو هاشم وريزة بن محمد بن وريزة الغساني المصري بإسناده إلى وريزة قال: أنبأنا محمد بن نافع الخزاعي أخبرنا محمد بن المؤمل العدوي أنبأنا الوريزة أنبأنا العباس بن إسماعيل بن حماد القريري قال: بلد بين نصيبين والرقة، قال أنشدني الزبير لإبراهيم بن إسماعيل بن داود:
فخرت علي بأنها عربية، * فتعرضت لمفاخر نقاض فأجبتها: إني ابن كسرى وابن من * دان الملوك له بغير تراضي ولقد أقي عرضي بما ملكت يدي، * أن العروض وقاية الاعراض قريس: بالضم ثم الفتح، تصغير قرس: وهو البرد والصقيع، قال نصر: جبل يذكر مع قرس جبل آخر كلاهما قرب المدينة، قال: وفي كتاب أبي داود أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أقطع بلان بن الحارث معادن القبلية جلسيها وغوريها وحيث يصلح الزرع من قريس، في معجم الطبراني من قدس، والله أعلم.
القريش: تصغير القرش، وهو الجمع من ههنا وههنا ثم يضم بعضه إلى بعض، وقيل: سميت قريش قريشا لتقرشها إلى مكة من حواليها حين غلب عليها قصي بن كلاب، وقيل سميت قريش لأنهم كانوا أصحاب تجارة ولم يكونوا أصحاب زرع ولا ضرع، والقرش: الكسب، يقال: هو يقرش لعياله ويقترش أي يكتسب، وقد روي عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنه قال: قريش دابة تسكن البحر تأكل دوابه، وأنشد: