وقال أبو عبيد السكوني: العقربة رمال شرقي الجزيمية في طريق الحاج، وقال الأديبي: العقربة ماء لبني أسد.
العقر: بفتح أوله، وسكون ثانيه، قال الخليل:
سمعت أعرابيا من أهل الصمان يقول كل فرجة تكون بين شيئين فهو عقر وعقر لغتان، قال ووضع يديه على قائمتي المائدة ونحن نتغدى فقال: ما بينهما عقر، قال: والعقر القصر الذي يكون معتمدا لأهل القرية، قال لبيد:
كعقر الهاجري إذا ابتناه * بأشباه حذين على مثال وقال غيره: العقر القصر على أي حال كان، والعقر:
الغمام. وعقر بني شليل، قال تأبط شرا:
شنئت العقر عقر بني شليل، * إذا هبت لقارئها الرياح وشليل من بجيلة وهو جد جرير بن عبد الله البجلي.
والعقر: عدة مواضع، منها: عقر بابل قرب كربلاء من الكوفة، وقد روي أن الحسين، رضي الله عنه، لما انتهى إلى كربلاء وأحاطت به خيل عبيد الله بن زياد قال: ما اسم تلك القرية؟ وأشار إلى العقر، فقيل له:
اسمها العقر، فقال: نعوذ بالله من العقر! فما اسم هذه الأرض التي نحن فيها؟ قالوا: كربلاء، قال: أرض كرب وبلاء، وأراد الخروج منها فمنع حتى كان ما كان قتل عنده يزيد بن المهلب بن أبي صفرة في سنة 102، وكان خلع طاعة بني مروان ودعا إلى نفسه وأطاعه أهل البصرة والأهواز وفارس وواسط وخرج في مائة وعشرين ألفا فندب له يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة فواقفه بالعقر من أرض بابل فأجلت الحرب عن قتل يزيد بن المهلب، وقال الفرزدق يشبب بعاتكة بنت عمرو بن يزيد الأسدي زوج يزيد بن المهلب:
إذا ما المزونيات أصبحن حسرا وبكين أشلاء على عقر بابل وكم طالب بنت الملاءة انها * تذكر ريعان الشباب المزايل والعقر أيضا: قرية بين تكريت والموصل تنزلها القوافل، وهي أول حدود أعمال الموصل من جهة العراق. والعقر: قرية على طريق بغداد إلى الدسكرة، ينسب إليها أبو الدر لؤلؤ بن أبي الكرم بن لؤلؤ بن فارس العقري من هذه القرية. والعقر أيضا: قلعة حصينة في جبال الموصل أهلها أكراد وهي شرقي الموصل تعرف بعقر الحميدية، خرج منها طائفة من أهل العلم، منهم: صديقنا الشهاب محمد بن فضلون ابن أبي بكر بن الحسين بن محمد العدوي العقري النحوي اللغوي الفقيه المتكلم الحكيم جامع أشتات الفضل، سمع الحديث والأدب على جماعة من أهل العلم، وكنت مرة أعارض معه اعراب شيخنا أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري لقصيدة الشنفري اللامية إلى أن بلغنا إلى قوله:
وأستف ترب الأرض كي لا يرى له * علي من الطول امرؤ متطول فأنشدني في معناه لنفسه يقول:
مما يؤجج كربي أنني رجل * سبقت فضلا ولم أحصل على السبق يموت بي حسدا مما خصصت به * من لا يموت بداء الجهل والحمق إذا سغبت استففت الترب في سغبي * ولم أقل للئيم: سد لي رمقي