مرور الأيام، وعلى الصراة اليوم قنطرتان: سفلى يدخل منها إلى باب البصرة وأخرى فوق ذلك في الخراب وهي هذه المعروفة بالجديدة، وأول من بناها المنصور وكانت تلي دور الصحابة وطاق الحراني.
قنطرة خرزاذ: تنسب إلى خرزاذ أم أردشير، ولها قنطرتان: إحداهما بالأهواز والأخرى من عجائب الدنيا وهي بين إيذج والرباط، وهي مبنية على واد يابس لا ماء فيه إلا في أوان المدود من الأمطار فإنه حينئذ يصير بحرا عجاجا وفتحه على وجه الأرض أكثر من ألف ذراع وعمقه مائة وخمسون ذراعا وفتح أسفله في قراره نحو العشرة أذرع، وقد ابتدئ بعمل هذه القنطرة من أسفلها إلى أن بلغ بها وجه الأرض بالرصاص والحديد كلما علا البناء ضاق وجعل بين وجهه وجنب الوادي حشو من خبث الحديد وصب عليه الرصاص المذاب حتى صار بينه وبين وجه الأرض نحو أربعين ذراعا فعقدت القنطرة عليه فهي على وجه الأرض وحشي ما بينها وبين جنبي الوادي بالرصاص المصلب بنحاتة النحاس، وهذه القنطرة طاق واحد عجيب الصنعة محكم العمل، وكان المسمعي قطعها فمكثت دهرا لا يتسع أحد لبنائها، فأضر ذلك بالسابلة ومن كان يجتاز عليها لا سيما في الشتاء ومدود الأودية، وكان ربما صار إليها قوم ممن يقرب منها فيحتالون في قلع حشوها من الرصاص بالجهد الشديد، فلم تزل على ذلك دهرا حتى أعاد ما انهدم منها وعقدها أبو عبد الله محمد بن أحمد القمي المعروف بالشيخ وزير الحسن بن بويه فإنه جمع الصناع المهندسين واستفرغ الجهد والوسع في أمرها. فكان الرجال يحطون إليها بالزبل بالبكرة والحبال فإذا استقروا على الأساس أذابوا الرصاص والحديد وصبوه على الحجارة، ولم يمكنه عقد الطاق إلا بعد سنين، فيقال إنه لزمه على ذلك، سوى أجرة الفعلة فإن أكثرهم كانوا مسخرين من الرساتيق التي بين إيذج وأصبهان، ثلاثمائة ألف دينار وخمسون ألف دينار، وفي مشاهدتها والنظر إليها عبرة لأولي الألباب.
قنطرة بني زريق: تصغير أزرق مرخما: على نهر الرفيل من محال بغداد الغربية، وبنو زريق: قوم من التناء المشهورين كانوا.
قنطرة سمرقند: رأس القنطرة: قرية بسمرقند كانت قديما يقال لها خشوفغن، ينسب إليها قنطري فلذلك ذكرناها هنا، خرج منها جماعة، منهم: أبو منصور جعفر بن صادق بن جنيد القنطري، روى عن خلف بن عامر البخاري ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وتوفي سنة 315.
قنطرة سنان: قال في تاريخ دمشق: إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن يحيى بن الأدركون أبو إسحاق القرشي الدمشقي مولى خالد بن الوليد، وإلى جده سنان تنسب قنطرة سنان بنواحي باب توما، وكان الأدركون قسيسا أسلم على يد خالد بن الوليد حين فتح دمشق، روى عن أبي جعفر محمد بن سليمان ابن بنت مطر المصري وأبي زرعة الدمشقي وسليمان ابن أيوب بن حذلم وذكر جماعة كثيرة، روى عنه ابنه أحمد وتمام بن محمد الرازي وأبو عبد الله بن مندة و عبد الوهاب الكلابي، وتوفي لاحدى وعشرين ليلة مضت من شهر ربيع الآخر سنة 349 وقد نيف على الثمانين، ودفن بباب توما، وكان ثقة.
قنطرة السيف: بالأندلس، قال ابن بشكوال: محمد ابن أحمد بن مسعود بن مفرج بن مسعود بن صنعون بن سفيان من أهل مدينة شلب ويعرف