لقد غادر الركبان حين تحملوا بروذة شخصا لا ضعيفا ولا غمرا والمتواتر عن العلماء أنه مات في الطريق ودفن بروذه على قارعة الطريق، وقد نسب إلى هذه القرية الحارث ابن مسلم الروذي الرازي، روى عنه الحسين بن علي ابن مرداس الخراز، قال أبو سعد: روذه محلة بالري، ينسب إليها أبو على الحسن بن المظفر بن إبراهيم الرازي الروذي، روى عن أبي سهل موسى ابن نصر الرازي، روى عنه أبو بكر المقرى.
الرور: براءين مهملتين: ناحية من نواحي الأهواز أو قربها. والرور أيضا: ناحية بالسند تقرب من الملتان في الكبر وعليها سوران، وهي على شاطئ نهر مهران على البحر، وهي من حدود المنصورة والديبل، وهي متجر وفرضة بهذه البلاد، وزروعهم مباخس وليس لهم كثير شجر ولا نخل، وهو بلد قشف وإنما يقيمون به للتجارة، وبينه وبين الملتان أربع مراحل بالقرب منه بلد يقال له بغرور، ذكر في فتوح السند.
روستقباذ: بضم أوله، وسكون ثانيه، وسين مهملة ساكنة التقى فيها ساكنان، ولا يكون ذلك في كلام العرب، وتاء مثناة من فوق مضمومة، وقاف ساكنة، وباء موحدة، وآخره ذال معجمة:
وهو طسوج من طساسيج الكوفة في الجانب الشرقي من كورة استان شاذقباذ، وكانت عنده وقعة للحجاج، وهو بين بغداد والأهواز، والحجاج نزله لما ولى العراق ليقرب من المهلب ويقصده بالرجال في قتال الخوارج، فقال يوما وهو هناك: ألا وإن الملحد ابن الزبير قد زادكم في عطائكم مائة مائة، ألا وإني لا أمضيها، فقال له عبد الله بن الجارود العبدي:
ليست بزيادة ابن الزبير إنما هي زيادة عبد الملك أمير المؤمنين أمضاها منذ قتل مصعبا وإلى الآن، فأعجب قوله المصريين فخرجوا معه على الحجاج وواقعوا فجاء عبد الله بن الجارود سهم فقتله واستقام أمر الحجاج في قصة فيها طول.
روس: بضم أوله، وسكون ثانيه، وسين مهملة:
ويقال لهم رس، بغير واو: أمة من الأمم بلادهم متاخمة للصقالبة والترك ولهم لغة برأسها ودين وشريعة لا يشاكهم فيها أحد، قال المقدسي: هم في جزيرة وبئة يحيط بها بحيرة وهي حصن لهم ممن أرادهم، وجملتهم على التقدير مائة ألف انسان، وليس لهم زرع ولا ضرع، والصقالبة يغيرون عليهم ويأخذون أموالهم، وكذا ولد لأحدهم مولود ألقى إليه سيفا وقال له: ليس لك إلا ما تكسه بسيفك، وإذا حكم ملكهم بين خصمين بشئ ولم يرضيا به قال لهما:
تحاكما بسيفيكما، فأي السيفين كان أحد كانت الغلبة له، وهم الذين استولوا على برذعة سنة فانتهكوها حتى ردها الله منهم وأبادهم، وقرأت في رسالة أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر إلى ملك الصقالبة حكى فيها ما عاينه انفصل عن بغداد إلى أن عاد إليها فحكيت ما ذكره على وجهه استعجابا به، قال: ورأيت الروسية وقد وافوا بتجاراتهم فنزلوا على نهر إتل فلم أر أتم أبدانا منهم كأنهم النخل شقر حمر لا يلبسون القراطق ولا الخفاتين ولكن يلبس الرجل منهم كساء يشتمل به على أحد شقيه ويخرج إحدى يديه منه، ومع كل واحد منهم سيف وسكين وفأس لا تفارقه، وسيوفهم صفائح مشطبة إفرنجية، ومن حد ظفر الواحد منهم إلى عنقه محضر شجر وصور وغير ذلك، وكل امرأة