ألا يا حبذا لبن الخلايا بماء ضرية العذب الزلال وضرية إلى عامل المدينة ومن ورائها رميلة اللوى، قاله أبو عبيد السكوني، وقال نصيب:
ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية سقتك الغوادي من عقاب ومن وكر تمر الليالي ما مررن ولا أرى ممر الليالي منسيا لي ابنة النضر وحدث أبو الفتح بن جني في كتاب النوادر الممتعة أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن القاسم المالكي قراءة عليه قال أنبأنا أبو بكر بن دريد أنبأنا أبو عثمان المازني وأبو حاتم السجستاني قالا حدثنا الأصمعي عن المفضل بن إسحاق أو قال بعض المشيخة، قال: لقيت أعرابيا فقلت: ممن الرجل؟ قال: من بني أسد، فقلت: فمن أين أقبلت؟ قال: من هذه البادية، قلت: فأين مسكنك منها؟ قال: مساقط الحمى حمى ضرية بأرض لعمر الله ما نريد بها بدلا عنها ولا حولا، قد نفحتها العذاوات وحفتها الفلوات فلا يملولح ترابها ولا يمعر جنابها، ليس فيها أذى ولا قذى ولا عك ولا موم ولا حمى ونحن فيها بأرفه عيش وأرغد معيشة، قلت: وما طعامكم؟ قال: بخ بخ عيشنا والله عيش تعلل جاذبه وطعامنا أطيب طعام وأهنؤه وأمرؤه الفث والهبيد والفطس والصلب والعنكث والظهر والعلهز والذآنين والطراثيث والعراجين والحسلة والضباب وربما والله أكلنا القد واشتوينا لجلد فما رأى أن أحدا أحسن منا حالا ولا أرخى بالا ولا أخصب حالا، فالحمد الله على ما بسط علينا من النعمة ورزق من حسن الدعة، أوما سمعت بقول قائلنا:
إذا ما أصبنا ك ل يوم مذيقة وخمس تميرات صغار كنائز فنحن ملوك الناس شرقا ومغربا، ونحن أسود الناس عند الهزاهز وكم متمن عيشنا لا يناله، ولو ناله اضحى به جد فائز قلت: فما أقدمك إلى هذه البلدة؟ قال: بغية لبة، قلت: وما بغيتك؟ قال: بكرات أضللتهن، قلت: وما بكراتك؟ قال: بكرات آبقات عرصات هبصات أرنات آبيات عيط عوائط كوم فواسح أعزبتهن قفا الرحبة رحبة الخرجاء بين الشقيقة والوعساء ضجعن مني فحمة العشاء الأولى فما شعرت بهن ترجل الضحى فقفوتهن شهرا ما أحس لهن أثرا ولا أسمع لهن خبرا فهل عندك جالية عين أو جالبة خبر لقيت المراشد وكفيت المفاسد؟ الفث: نبت له حب أسود يختبز ويؤكل في الجدب ويكون خبزه غليظا كخبر الملة، والهبيد: حب الحنظل تأخذه الاعراب وهو يابس فتنقعه في الماء عدة أيام ثم يطبخ ويؤكل، والفطس: حب الآس، والصلب:
أن تجمع ا لعظام وتطبخ حتى يستخرج دهنها ويؤتدم في البادية، والعنكث: شجرة يسحجها الضب بذنبه حتى تنجئت ثم يأكلها، والعلهز:
دم القراد والوبر يلبك ويشوى ويؤكل في الجدب، وقال آخرون: العلهز دم يابس يدق مع أوبار الإبل في المجاعات، وأنشد بعضهم:
وإن قرى قحطان قرف وعلهز فأقبح بهذا، ويح نفسك، من فعل!
والذآنين جمع ذؤنون: وهو نبت أسمر اللون مدملك لا ورق له لازق به يشبها لطرثوث تفه لا