أيام العرب وأشعارهم، قال ضباب بن وقدان الظهري:
لعمري! لقد طال ما غالني تداعي الشربة ذات الشجر قال الأصمعي: الشربة بنجد ووادي الرمة يقطع بين عدنة والشربة، فإذا جزعت الرمة مشرقا أخذت في الشربة، وإذا جزعت الرمة في الشمال أخذت في عدنة، والشربة: بين الرمة وبين الجريب، والجريب:
واد يصب في الرمة، وفي موضع آخر من كتابه قال الفزاري: الشربة كل شئ بين خط الرمة وخط الجريب حتى يلتقيا والخط في مجرى سيلهما، فإذا التقيا انقطعت الشربة وينتهي أعلاها من القبلة إلى الحزيز حزيز محارب معروف، والشربة: ما بين الزباء والنطوف وفيها هرشى، وهي هضبة دون المدينة، وهي مرتفعة كادت تكون فيما بين هضب القليب إلى الربذة وتنقطع عند أعالي الجريب، وهي من بلاد غطفان، والشربة أشد بلاد نجد قرأ، قال نصر: وقيل الشربة فيما بين نخل ومعدن بني سليم، وهذه الأقاويل وإن اختلفت عبارتها فالمعنى واحد، قال بعضهم:
وإلى الأمير من الشربة واللوى عنيت كل نجيبة شملال وحدث أبو الحسن المدائني قال: زعم بعض أصحابنا أن هشام بن عبد الملك استعمل الأسود بن بلال المحاربي على بحر الشام فقدم عليه أعرابي من قومه ففرض له وأغزاه البحر، فلما أصابت البدوي تلك الأهوال قال:
أقول وقد لاح السفين ملججا، وقد بعدت بعد التقرب صور وقد عصفت ريح وللموج قاصف، وللبحر من تحت السفين هدير:
ألا ليت أجري والعطاء صفا لهم، وحظي حطوط في الزمام وكور فلله رأي قادني لسفينه واخضر موار السرار يمور ترى متنه سهلا إذا الريح أقلعت، وإن عصفت فالسهل منه وعور فيا ابن بلال للضلال دعوتني، وما كان مثلي في الضلال يسير لئن وقعت رجلاي في الأرض مرة وحان لأصحاب السفين وكور وسلمت من موج كأن متونه حراء بدت أركانه وثبير ليعترضن اسمي لدى العرض خلفة وذلك إن كان الإياب يسير وقد كان في حول الشربة مقعد لذيذ وعيش بالحديث غزير ألا ليت شعري! هل أقولن لفتية وقد حان من شمس النهار ذرور:
دعوا العيس تدني للشربة قافلا له بين أمواج البحار وكور شربة: بفتح أوله، ويضم، وتسكين ثانيه، وتخفيف الباء الموحدة: موضع غير الذي قبله، عن العمراني، وأنشد:
كأني ورحلي فوق أحقب قارح بشربة أو طاو بعرنان موجس وقال رجل من غامد أنشده أبو محمد الأسود ورواه بالضم:
وطيب نفسي أسرة غامدية أصابوا شفاء يوم شربة مقنعا