ووجه إلى واسط فأخذها وتنازع سلمة بن عبد الحميد مولى بني راسب وسليمان بن مجاهد مولى بني ضبيعة، فغلب سليمان بن مجاهد وصلى بالناس يوم الجمعة، ولم يحضرها كبير أحد.
[293 و] حدثنا خليفة قال: حدثني أبي أن أباه أخبره أنه شهد الجمعة فلم يصل في المسجد تمام صف، ثم قدم جعفر بن سليمان بن علي، فصلى بالناس يوم النحر، وأقام السري بن عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الحج للناس. وفيها مات حبيب بن الشهيد بالبصرة. وإسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي بالكوفة. وعمرو بن ميمون من أهل الجزيرة، وعبيد الله بن عمر من أهل المدينة، ويحيى بن الحارث الذماري من أهل الشام. ومحمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب.
سنة ست وأربعين ومائة أقام الحج عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. وفيها مات عوف بن أبي جميلة الأعرابي، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وهشام بن عروة بن الزبير ببغداد، وأجلح الكندي، ومحمد بن السائب الكلبي. وفيها عزل أبو جعفر عبد الله بن الربيع الحارثي عن المدينة، وولى جعفر بن سليمان بن علي فأقر محمد بن عبد العزيز على القضاء. وفيها ولي أبو جعفر سلم بن قتيبة البصرة يسيرا، ثم عزله. وولى محمد بن سليمان، ثم عزله وولى محمد بن أبي العباس، فلقبه أهل البصرة أبا الدبس. ومات عمر بن عبد الله مولى غفرة بنت رباح أخت بلال بن رباح بعد الهزيمة. وفيها عزل علي بن موسى عن الكوفة ووليها محمد بن سليمان بن علي.
سنة سبع وأربعين ومائة فيها بايع أبو جعفر لابنه المهدي، وخلع عيسى بن موسى، وكان ولي عهد بعد أبي جعفر، ووجه أبو جعفر عبد الله بن عبد الرحمن المسعودي إلى البصرة في بيعة المهدي.