قال بيهس بن حبيب: لما فرغ قحطبة من نهاوند أقبل يريد ابن هبيرة، ونهض ابن هبيرة على مقدمته عبيد الله بن العباس الليثي (1) حتى نزل براز الروز بين حلوان والمدائن.
قال بيهس: وانتهى إلينا حوثرة بن سهيل على نهر يقال له: بامرا، وانضم إلينا من كان من أصحاب عامر بن ضبارة ومن خرج من نهاوند فاجتمعا في ثلاث وخمسين ألفا ممن يرتزق، وسار الحسن بن قحطبة على مقدمة أبيه فنزل حلوان، وأتاه أبوه فاجتمع القوم جميعا، وتوجه ابن هبيرة فنزل جلولاء الوقيعة، ونزل قحطبة خانقين بين العسكرين أربعة فراسخ وذلك في آخر ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين ومائة، فجعلت طلائعنا وطلائعهم تلتقي أياما لا نبرح ولا يبرحون. وفيها كان الطاعون بالبصرة.
حدثني علي بن محمد قال: ابتدأ الطاعون في جمادى الآخرة، فكان يموت فيه الجميعة وكذلك رجب واشتد في شعبان، وكانت حمته وشدته في رمضان وشوال.
ثم سكن فكان كنحو ما بدأ حتى انقضت السنة، وفي الطاعون مات أيوب السختياني وعلي بن زيد بن جدعان. وفي هذه السنة مات عبد الله بن أبي نجيح المكي وعبد الرحمن بن القاسم بن أبي بكر.
وأقام الحج الوليد بن عروة بن محمد بن عطية من سعد بن بكر.
وبعد الثلاثين ومائة مات عبد العزيز بن حكيم الحضرمي، وعبد العزيز بن رفيع، والركين بن الربيع، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن. وعمارة بن عبد الله بن ضبارة.
وفي خلافة مروان مات أبو الحويرث واسمه عبد الرحمن بن معاوية مرادي حليف بني نوفل بن عبد مناف.