غير حله فوضعوه في غير حقه، وجاروا في الحكم واستأثروا بحقوقنا وفيئنا فجعلوه دولة بين أغنيائهم وذوي شرف الدنيا منهم، وجعلوا مقاسمنا وحقوقنا في مهور النساء وفروج الإماء، فقلنا لكم: تعالوا إلى هؤلاء الذين ظلمونا وظلموكم وجاروا في الحكم فحكموا [265 و] بغير ما أنزل الله، فقلتم: لا نقوى على ذلك، وددنا أنا أصبنا من يكفينا. فقلنا: نحن نكفيكم ثم الله راع علينا إن ظفرنا لنعطين كل ذي حق حقه، فجئنا فاتقينا الرماح بوجوهنا والسيوف بصدورنا، وجعلنا الله علينا راعيا كفيلا لئن ظفرنا لنعطين كل ذي حق حقه، فعرضتم دونهم فقاتلتمونا فأبعدكم الله، فوالله لو قلتم: لا نعرف الذي تقولون ولا نعلمه كان أعذر مع أنه لا عذر للجاهل، ولكن أبى الله إلا أن ينطق بالحق على ألسنتكم ويأخذكم به في الآخرة.
وفي هذه السنة وهي سنة تسع وعشرين ومائة: بعث ابن هبيرة نباتة بن حنظلة أحد بني أبي بكر بن كلاب إلى سليمان بن حبيب بن المهلب وكان قد أتى الأهواز حين انحاز شيبان بن عبد العزيز وكان معه، فوجه سليمان بن حبيب داود بن حاتم فالتقوا بالمذيار وهي مناذر (1)، فقتل داود وأصحابه وهزموا، وقتل داود بن حاتم وقبيصة بن عمرو بن المهلب بن قبيصة بن المهلب ومخلد بن معاوية بن المهلب.
وفي هذه السنة وجه ابن هبيرة عامر بن ضبارة (2) من مرة غطفان إلى شيبان بن عبد العزيز اليشكري بعد أن انحاز شيبان عن مروان، فوجه شيبان الجون الشيباني، فالتقوا بالسن (3)، فقتل الجون وأصحابه، فانحدر شيبان إلى شهرزور، فكتب مروان إلى ابن ضبارة لا تقاتله وكلما ارتحل من منزل فأنزله، وجعل يتفرق عليه أصحابه حتى أتى ماه.