بلج بن بشر حسان بن غنابة (1)، فلما غشوه قاتلهم وصبر لهم فهزمهم، وقتل أبو يوسف وناس كثير من الصفرية، و [مضت] (2) الصفرية على هزيمتها، ومضى بلج وأصحابه. فنزلوا الحصن، فعقد لأبي الخطار (3) الكلبي على الناس واستنفرهم، فأبى الناس وقالوا: اعقد لعبد الرحمن بن عقبة الغفاري (4)، فعقد له، فلقي عكاشة الفزاري بالفحص الأبيض، فهزمه عبد الرحمن وقتل من البربر ناسا كثيرا، ومضى عبد الرحمن فنزل الزاب فصام فيه شهر رمضان، ومضى الفزاري من هزيمته إلى طنجة، فلقيه عبد الواحد بن يزيد الهواري، وقد وجهه خالد بن حميد صاحب الصفرية لقتال أهل إفريقية ورد معه الفزاري، فكتب حنظلة إلى عبد الرحمن بن عقبة بن نافع (5) يأمره بلقاء عبد الواحد بن يزيد، فخرج عبد الرحمن في أهل الزاب (6) فالتقوا يوم الخميس للنصف من ذي القعدة سنة أربع وعشرين ومائة، فقتل عبد الرحمن بن عقبة ومروان بن عثمان الغساني ومحمد بن يوسف في بشر، وقدم الفل القيروان على حنظلة، واستولى عبد الواحد على عيالات أهل طبنة (7)، فعقد حنظلة لثابت بن خثيم، فزحف عبد الواحد أول يوم من صفر سنة خمس وعشرين ومائة فالتقوا فقتل ابن خثيم وانهزم الناس، فكتب حنظلة إلى
(٢٨٠)