سنة أربع ومائة فيها عزل يزيد بن عبد الملك معلق بن صفار عن أرمينية، وولاها الجراح بن عبد الله الحكمي، فغزا الجراح فافتتح بلنجر يوم الأحد لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع ومائة، ثم لقي الجراح ابن خاقان دون الباب فرسخين على نهر أران، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم ابن خاقان، وتبعهم المسلمون يقتلونهم، فقتلوا جمعا كثيرا وسبوا.
فحدثني أبو خالد عن أبي البراء النميري قال: سأل أهل (1) الجراح الصلح على أن يحولهم وينزلهم رستاق حيزان فحولهم، ثم سار إلى رستاق بزغوا فأقام أياما، وسألوه الصلح على أن يحولهم إلى رستاق فيله.
قال أبو براء: أخبرني سوادة وكان شيخا صدوقا قال: كنا مع الجراح ببلنجر، فخرج رجل من المسلمين فقال من يشري لله نفسه؟ فأجابته جماعة ما بلغت عدتهم ثلاثين رجلا، فكسروا جفون سيوفهم، وشدوا على عجل الربض، فأجلوا الرجال عنها وأخذوا عجلة، وكانت العجل موصولة بعضها [220 ظ] ببعض، فلما انحدرت العجلة تبعها بقية العجل حتى صارت كلها في عسكر المسلمين وهي نحو من ثلاث مائة عجلة (2)، ثم شدوا على أهل بلنجر، فخرج القوم من الباب، وأفلت صاحب بلنجر على ظهر برذونه واستولى الجراح على