الشاش غزوة ثانية، فأتته وفاة الحجاج، فرجع إلى مرو. وفيها قتل الحجاج بن يوسف سعيد بن جبير. وفيها مات الحجاج وهو ابن ثلاث وخمسين.
حدثنا الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان وغيرهم قالوا: جمعت العراق للحجاج فقدم في رجب سنة خمس وسبعين، فكان على شرطة الكوفة قبل أن ينزل واسط عبد الرحمن بن عبيد السعدي، وضم إليه شرط البصرة، فكان إذا انحدر إلى البصرة استخلف على شرط الكوفة ابن أخيه مودودا، وإذا شخص عن البصرة استخلف عليها صاحب شرط من قبله، ثم عزله الحجاج، فولى شرط الكوفة زياد بن جرير بن عبد الله البجلي، وشرط البصرة عامر بن مسمع بن مالك، ثم ولى عبد الملك المهلب بن أبي صفرة، فولى يزيد بن عمير الأسيدي، ثم ابنه عمر بن يزيد بن عمير، فولى زياد بن عمرو العتكي، ثم بنى واسط، وهو أول من بناها، وكان على شرطه بواسط أربعة من أهل الشام: موسى بن وجيه الحميري. ومهاصر بن سحيم الطائي. وعكرمة بن الأوصافي (1) حميري، [204 ظ] وأبو علاقة السكسكي، ثم قفل أبو علافة إلى الشام وولى سفيان بن سليم الأزدي (2).
فحدثني الوليد بن هشام قال: أخبرني بشر بن عيسى عن جده قال: مر بنا الحجاج بواسط وأنا يومئذ غلام وبين يديه سفيان بن الأبرد ورجل آخر كلاهما على حربته.
وحدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال: كان على حربته أبو السكن مولى خشين حي من قضاعة من حمير. قالوا: وكاتب الخراج زاذان فروخ فمات، فولى الحجاج يزيد بن أبي مسلم، وكاتب الرسائل نافع مولاه.