وفيه وفي سلمان وأبي ذر (1) وعمار أنزل الله تعالى: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " (2) وذلك: إن المؤلفة قلوبهم جاؤوا إلى رسول الله (ص) وفيهم عيينة بن حصين والأقرع بن حابس، فقالوا: ان نحيت عنا هؤلاء - وكانت عليهم جباب الصوف - جلسنا نحن إليك، وأخذنا عنك فلا يمنعنا من الدخول عليك الا هؤلاء، فنزلت هذه الآية، فكان رسول الله (ص) يجلس ويجلسون معه حتى إذا أراد أن يقوم، قام وتركهم، أنزل الله تعالى: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " الآية. فلما نزلت قام رسول الله (ص) يلتمسهم فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله عز وجل، فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي، معكم المحيا ومعكم الممات. وكان رسول الله (ص) يقعد معهم حتى كادت ركبهم
(٣٣٩)