الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٢ - الصفحة ٢٧٧
وكتاب: خلاصة الأقوال في أحوال الرجال (1). وله في الرجال كتاب كبير يحيل عليه في (الخلاصة) سماه: كشف المقال في معرفة الرجال، ولم
(١) ألف كتابه - هذا - سنة ٦٩٣ ه، كما صرح به في ترجمة (المرتضى علم الهدى) علي بن الحسين بن موسى الموسوي في (ص ٩٤، رقم ٢٢) طبع النجف الأشرف، ويقتصر - غالبا - على ما في (رجال النجاشي) وما في (فهرست الشيخ الطوسي) - رحمهما الله - وقد يزيد عليهما كما هو واضح لمن تتبعه، ورتبه على قسمين: الأول فيمن يعتمد عليه، والثاني فيمن يتوقف فيه من الرجال. ولكن يظهر للمتتبع فيه ما ينافيه، فترى أنه قد ذكر كثيرا ممن توقف في روايته في القسم الأول، كذكره فيه: أحمد بن عمر الحلال، وقال - بعد نقل توثيقه ورداءة أصله عن الشيخ الطوسي -: " فعندي توقف في قبول روايته لقوله هذا ". وكذا قال في: بشير النبال: " روى الكشي حديثا في طريقه محمد بن سنان وصالح بن أبي حماد، وليس صريحا في تعديله، فأنا في روايته متوقف "، وكذا في: بكر بن محمد الأزدي ابن أخي سدير البصير في، فقال: " قال الكشي: قال حمدويه: ذكر محمد بن عيسى العبيديبكر بن محمد الأزدي، فقال: خير فاضل، وعندي في محمد ابن عيسى توقف ". هذا الكلام - كما ترى - يقتضي توقفه في بكر - أيضا -.
إلى غير ذلك مما لا يخفى على المتتبع لرجاله، بل ربما ذكر بعض الرجال في كل من القسمين، كما وقع منه في: عبد الله بن أبي زيد، وصرح بضعفه في القسم الثاني، مضافا إلى أنه ذكر جماعة من الموثقين من ذوي العقائد الفاسدة في القسم الثاني، كما ذكر فيه: عبادة بن زياد، وغياث بن إبراهيم، وغالب بن عثمان المقري ناصا بوثاقتهم، مع أن الأول زيدي، والثاني بتري، والثالث واقفي، كما صرح هو بذلك في الخلاصة. ويظهر من كلماته العديدة أن منشأ ما ذكره من نظرائهم هو خصوص فساد عقائدهم، كما ذكر فيه: إسماعيل بن سماك، وقال: " كان واقفيا " ثم قال: " وقال النجاشي: إنه ثقة واقفي فلا أعتمد حينئذ على روايته " مع أنه قد ذكر جماعة من هؤلاء الطائفة في القسم الأول أيضا.
ولذا ذكر الشهيد الثاني - رحمه الله - في أول حواشيه على (الخلاصة) المخطوطة، معقبا على قول العلامة في أولها " بل اقتصرنا على قسمين منهم... " الخ بقوله: " لم يلتزم المصنف - رحمه الله - بذلك في تفاصيل الرجال، بل ذكر في القسم الأول جماعة ممن توقف بحالهم قد نبهنا عليهم بمحالهم، وذكر أيضا فيه جماعة من الموثقين من الامامية وغير الامامية، وذكر أيضا جماعة في القسم الثاني، فإن كان ذلك مجوزا للعمل بقولهم - كما يظهر من مذهبه في كثير من كتب الفقه - فكان ينبغي ذكر الجميع في القسم الأول، وإلا فذكرهم أجمع في القسم الثاني فما فرقه غير جيد (وبالجملة) فقد اشتمل القسم الأول على رجال الصحيح والحسن والموثق والموقوف والضعيف، فينبغي التثبت في ذلك والرجوع إلى الحق، والله أعلم " وعلى (الخلاصة) حواش ذكرها شيخنا الامام الطهراني في (ج 6 ص 82 وج 7 ص 97) من الذريعة، فراجعها.
وقد طبعت (الخلاصة) في (طهران) سنة 1311 ه، ولكنها مشحونة بالأغلاط، ثم طبعت أخيرا سنة 1381 ه في النجف الأشرف على نسخة من المطبوعة بإيران مصححة على نسخة العلامة المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي - رحمه الله - وقد كتب في آخر نسخته ما هذا نصه: " بلغ مقابلة - بحمد الله ومنه = على نسخ متعددة مع بذل الجهد في التصحيح والتنقيح، وأرجو من الله أن تكون هذه النسخة ممتازة بالصحة، وما توفيقي إلا بالله، حرره الأقل (محمد جواد البلاغي) ليلة الثالث من محرم الحرام سنة 1323 ه ".
الحسين بن المختار القلانسي: من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام كثير الرواية عنهما. درج أقوال الرجاليين القدماء في توثيقه، حتى الشيخ في (فهرسته) إلا أنه في (رجاله) رماه بالوقف وتبعه ابن شهرآشوب وابن داود والعلامة. واعترض البهائي على الشيخ في ذلك. وبالنتيجة: إثبات توثيقه بعدة مؤيدات