الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٢ - الصفحة ٢٠٩
انتهى كلامه - رحمه الله - باختصار وحذف الاشعار (1) ومن شعره ما وجدته بخط السيد الحسيب النسيب الأديب السيد نصر الله الحائري - قدس سره - (2) نقلا عن بعض المجاميع:
(١) أي: كلام صاحب (أمل الامل) راجع: ص ١٠، طبع إيران سنة ١٣٠٢ ه، الملحق بكتاب (منتهى المقال في أحوال الرجال) للشيخ أبي علي الحائري المتوفى سنة ١٢١٦، طبع إيران سنة ١٣٠٢ ه.
(٣) هو السيد نصر الله بن الحسين بن علي المعروف ب (المدرس) و (الشهيد) وينتهي نسبه إلى محمد العابد ابن الإمام الكاظم عليه السلام.
كان من عيون العلماء والأدباء والشعراء، جيد البيان، طلق اللسان، قوي الجنان، وأما جانبه الأدبي فهو آية في الأدب والتأريخ والشعر، وكان مقبول الطبع والخلق عند المخالف والمؤلف.
ترجم له كثيرون، ومنهم عصام الدين العمري الموصلي في كتابه (روض النظر في ترجمة أدباء العصر) وقال فيه:
وحيد أريب في الفضائل واحد * غدا مثل بسم الله فهو مقدم إذا كان نور الشمس لازم جرمها * فطلعته الزهراء نور مجسم روى بالإجازة عن كثير من العلماء، كالمولى محمد حسين الجغميني، والشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري، وأبي الحسن الشريف العاملي الفتوني، والشيخ محمد باقر النيسابوري المكي، والشريف بن محمد الخاتون آبادي، ومحمد صالح الهروي، والشيخ عبد الله البلادي، والسيد رضى الدين العاملي، والسيد عبد الله بن نور الدين الجزائري.
وروى عنه بالإجازة كثيرون - أيضا - كالسيد محمد بن أمير الحاج - شارح قصيدة أبي فراس - والشيخ علي بن أحمد العادلي، والشيخ أحمد والد الشيخ محمد رضا النحوي، والسيد حسين بن مير رشيد - جامع ديوانه -.
من مؤلفاته: كتاب الروضات الزاهرات في المعجزات بعد الوفاة، كتاب سلاسل الذهب المربوطة بقناديل العصمة، رسالة في تحريم التتن، ديوان شعر كبير يحتوي على مختلف الفنون الأدبية، طبع - أخيرا - في النجف الأشرف سنة ١٣٧٣ ه باخراج وتحقيق وتبويب مستحسن.
استشهد سنة ١١٥٦ ه - على الأشهر - في (القسطنطينة) وذلك حين أرسله السلطان (نادر شاه) إلى السلطان محمود ابن السلطان مصطفى العثماني، ليقيم في (قسطنطينة) مرجعا دينيا فيجمع آراء المذاهب الخمسة على صعيد الاتفاق والاعتراف بالواقع، كما أرسله - قبلها - إلى (الحرمين) لمثل هذه الغاية. فوشي به إلى السلطان العثماني، فاغتيل هناك - رحمه الله - وعمره الشريف يتجاوز الخمسين عاما.
له شعر كثير في مدح أهل البيت عليهم السلام، ومن ذلك قصيدته الكافية يستعرض فيها تشوقه إلى أرض كربلاء المقدسة، وهي:
يا تربة شرفت بالسيد الزاكي * سقاك ربع الحيا الهامي وحياك زرناك شوقا، ولو أن النوى فرشت * عرض الفلاة لنا جمرا لزرناك وكيف لا، ولقد فقت السماء على * وفاق زهر الدراري المر حصباك وفاق ماؤك أمواه الحياة وقد * أزرت بنشر الكبا والمسك رياك رام الهلال وان جلت مطالعه * أن يغتدي نعل من يسعى لمغناك وودت الكعبة الغراء، لو قدرت * على المسير لكي تحظى برؤياك أقدام من زار مثواك الشريف غدت * تفاخر الرأس منه، طاب مثواك إلى آخر القصيدة... ولقد دارت حول هذه القافية الأخيرة (طاب مثواك) معركة أديبة كبرى، سميت بمعركة الخميس الأولى ترأسها سيدنا (آية الله بحر العلوم) قدس سره، راجع عنها - تفصيلا -: مقدمة الجزء الأول من هذا الكتاب ص ٧٤ - ٨١.
(عن: شهداء الفضيلة للأميني، وتكملة أمل الامل للحسن الصدر، والدرر البهية - مخطوط - للسيد محمد صادق بحر العلوم، والكواكب المنتثرة - مخطوط - للشيخ أغا بزرك الطهراني، ومقدمة ديوانه المطبوع).
الحسين بن المختار القلانسي: من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام كثير الرواية عنهما. درج أقوال الرجاليين القدماء في توثيقه، حتى الشيخ في (فهرسته) إلا أنه في (رجاله) رماه بالوقف وتبعه ابن شهرآشوب وابن داود والعلامة. واعترض البهائي على الشيخ في ذلك. وبالنتيجة: إثبات توثيقه بعدة مؤيدات