عبد الله عليه السلام: ان زرارة قد روى عن أبي جعفر عليه السلام انه لا يرث مع الامام والأب (إلى أن قال) فقال أبو عبد الله عليه السلام: اما ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليه السلام فلا يجوز لي رده الحديث.
14 - زرارة ممن أرجع إليه الإمام الصادق عليه السلام في الحديث تقدم زرارة على علماء الحديث في عصره بكثرة الرواية وعرفان الحديث حتى أنه سمع عن أبي عبد الله عليه السلام في فقه الحج أربعين سنة كما رواه الصدوق، وتقدم قريبا. وكان من وفور علمه بالحديث وحسن معرفته انه الذي يعرف من قبله مذهب أئمة أهل البيت في اغمض المسائل وأشدها تقيه ذكرناها في (اخبار الرواة) ونشير إلى بعضها في المقام فصار زرارة مرجعا للحديث في عصره حتى أن الإمام الصادق عليه السلام ارجع خواص أصحابه إليه.
ففي الكشي ص 90 - 9 باسناد صحيح عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يوما ودخل عليه الفيض بن المختار، فذكر له آية من كتاب الله عز وجل يأولها أبو عبد الله عليه السلام، فقال له الفيض:
جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟ قال: وأي الاختلاف يا فيض؟
فقال له الفيض: انى لا جلس في حلقهم بالكوفة، فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم حتى ارجع إلى المفضل بن عمر فيوقفني من ذلك على ما يستريح إليه نفسي، ويطمئن إليه قلبي، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أجل هو كما ذكرت يا فيض، ان الناس أو لعوا بالكذب علينا، ان (كأن - ظ) الله افترض عليهم، لا يريد منهم غيره، وإني أحدثهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله، وذلك انهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله، وانما يطلبون الدنيا، وكل يحب ان يدعى رأسا، انه ليس من عبد يرفع نفسه الا وضعه الله، وما من عبد وضع نفسه الا