الفاريابي قال حدثني العبيدي محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان عن ابن مسكان قال سمعت زرارة يقول: رحم الله أبا جعفر عليه السلام، واما جعفر عليه السلام فان في قلبي عليه لفتة، فقلت له: وما حمل زرارة على هذا؟ قال حمله على هذا ان أبا عبد الله عليه السلام أخرج مخازيه.
قلت: الظاهر أن السؤال من يونس، والجواب (حمله على هذا..) من ابن مسكان، وعدم تكنية زرارة لأبي عبد الله عليه السلام لما دخل في قلبه لا ينافي ما ورد في فضله فان صدور هذه المخازي تقية وصيانة له يقتضى حدوث هذا الغم واللفتة كي يبرز زرارة بمثله ويزعم المخالفون ح ان الإمام عليه السلام قد بعده وطرده، و يأتي في رواية الحسين بن زرارة قول زرارة لأبي عبد الله عليه السلام فيما أرسله به بواسطة ابنه: جعلني الله فداك انه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران انك ذكرتني وقلت في.
علل طعن الإمام عليه السلام في زرارة دلت جملة من الروايات على ذكر الإمام الصادق عليه السلام زرارة بعيب صيانة و سترا له حيث قد اشتهر بين الشيعة وغيرهم باختصاصه بآل محمد عليهم السلام ويعظم منزلته عندهم فخاف عليه القتل فأبدى فيه اللعن والشتم صيانة وسترا له حيث عرفوا انه عليه السلام يحبه ويقربه.
فمنها ما رواه الكشي في ترجمته ص 93 - 5 باسناد موثق عن علي بن أسباط عن الحسين بن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان أبى يقرء عليك السلام و يقول لك: جعلني الله فداك انه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران انك ذكرتني وقلت في، فقال: اقرأ أباك السلام وقل له: انا والله أحب لك الخير في الدنيا وأحب لك الخير في الآخرة، وأنا والله عنك راض، فما تبالي ما قال الناس بعد هذا.