الحج، بل يقتضى كونه حريصا على السؤال عنه عليه السلام أيام أبيه أيضا إذ كانت وفاة أبى جعفر عليه السلام سنة أربع عشرة ومأة.
وكان زرارة لحبه له عليه السلام يدخل عليه أيام أبيه أبى جعفر عليه السلام عند ما كان زرارة شابا، ففي الكشي في ترجمته (94) باسناده عن علي بن رئاب قال دخل زرارة على أبي عبد الله عليه السلام فقال: يا زرارة متأهل أنت؟ قال: لا، قال:
وما يمنعك من ذلك؟ قال: لأني لا اعلم تطيب مناكحة هؤلاء أم لا، قال: فكيف تصبر وأنت شاب؟ قال: اشترى الإماء الحديث.
قلت: الحديث بطوله يدل على انقياد زرارة لأبي عبد الله عليه السلام فيما ربما يأمره به كما يظهر من غيره فروى الكشي أيضا في ترجمته باسناده عن محمد بن أبي عمير في حديث رسالته عن أبي عبد الله عليه السلام إلى زرارة في أمر صلوته في مواقيت أصحابه قال فقال (أي زرارة): انا والله أعلم انك لم تكذب عليه، ولكن أمرني بشئ فأكره ان ادعه.
قلت: ذكرنا في ترجمة محمد بن أبي عمير من كتبنا وفي ترجمة زرارة رواية ابن أبي عمير عن زرارة غير مرة، فهذا الرواية وأيضا تعدد روايته عن زرارة وغير ذلك مما ذكرناه في محله يقتضى كون محمد بن أبي عمير من أصحاب الصادق عليه السلام وذكرناه في طبقات أصحابه وان لم يذكره الأصحاب بذلك فلاحظ.
وفي الكشي (95): قال أصحاب زرارة: فكل من أدرك زرارة بن أعين فقد أدرك أبا عبد الله عليه السلام، فإنه مات بعد أبي عبد الله عليه السلام بشهرين أو أقل، وتوفى أبو عبد الله عليه السلام وزرارة مريض مات في مرضه ذلك.
مدائح الإمام الصادق عليه السلام لزرارة بن أعين قد وردت في المأثور من طرقنا لزرارة مدائح كثيرة من الامام أبى عبد الله