ثم إن لهم اصطلاحين آخرين معروفين:
1 - قولهم: " الماهية المهملة ".
2 - قولهم: " الماهية لا بشرط مقسمي ".
أفهذان اصطلاحان وتعبيران لمدلول واحد، أو هما اصطلاحان مختلفان في المعنى؟
والذي يلجئنا إلى هذا الاستفسار ما وقع من الارتباك في التعبير عند كثير من مشايخنا الأعلام، فقد يظهر من بعضهم أنهما اصطلاحان لمعنى واحد، كما هو ظاهر " كفاية الأصول " (1) تبعا لبعض الفلاسفة الأجلاء (2).
ولكن التحقيق لا يساعد على ذلك، بل هما اصطلاحان مختلفان.
وهذا جوابنا على الاستفسار.
وتوضيح ذلك: أنه من المتسالم عليه الذي لا اختلاف فيه ولا اشتباه أمران:
الأول: أن المقصود من " الماهية المهملة ": الماهية من حيث هي، أي نفس الماهية بما هي مع قطع النظر عن جميع ما عداها، فيقتصر النظر على ذاتها وذاتياتها.
الثاني: أن المقصود من الماهية " لا بشرط مقسمي ": الماهية المأخوذة لا بشرط التي تكون مقسما للاعتبارات الثلاثة المتقدمة، وهي - أي الاعتبارات الثلاثة - الماهية بشرط شئ، وبشرط لا، ولا بشرط قسمي.
ومن هنا سمي " مقسما ".
وإذا ظهر ذلك، فلا يصح أن يدعى أن الماهية بما هي تكون بنفسها مقسما للاعتبارات الثلاثة، وذلك لأن الماهية لا تخلو من حالتين: وهما