وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل: أنها نزلت يوم جمعة وقد جاء ناس من أهل بدر وفي المكان ضيق فلم يفسح لهم فقاموا على أرجلهم فأقام صلى الله عليه وسلم نفرا بعدتهم وأجلسهم مكانهم فكره أولئك النفر ذلك فنزلت.
واخرج من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: إن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه. فأراد الله أن يخفف عن نبيه فأنزل:
* (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم) * [12] الآية فلما نزلت صبر كثير من الناس، وكفوا عن المسألة فأنزل الله بعد ذلك * (أأشفقتم) * [13] الآية.
وأخرج الترمذي وحسنه وغيره عن علي قال: لما نزلت * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) * قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى دينار؟ قلت: لا يطيقونه. قال: فنصف دينار؟ قلت: لا يطيقونه. قال: فكم؟
قلت: شعيرة قال إنك لزهيد فنزلت: * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) * [13] الآية فبي خفف الله عن هذه الأمة قال الترمذي حسن.
وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل حجرة وقد كاد الظل أن يتقلص فقال: إنه سيأتيكم انسان فينظر إليكم بعيني شيطان فإذا جاءكم فلا تكلموه فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجل أزرق أعور فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له حين رآه: علام تشتمني أنت وأصحابك فقال: ذرني آتك بهم فانطلق فدعاهم فحلفوا له ما قالوا وما فعلوا فأنزل الله: * (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم) * [18] الآية.
واخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: * (ألم تر إلى الذين تولوا قوما) * [14] الآية. قال: بلغنا أنها نزلت في عبد الله بن نبتل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب قال: نزلت هذه الآية في أبي عبيدة بن الجراح حين قتل أباه يوم بدر * (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون