سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين، خرج رسول الله (ص)، حتى صعد الصفا، فهتف: يا صباحاه، فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ فقالوا: محمد، فاجتمعوا إليه، فقال: يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني عبد المطلب، يا بني عبد مناف، فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبا لك ما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام فنزلت هذه السورة: تبت يدا أبي لهب وقد تب كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة.
29589 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، في قوله: تبت يدا أبي لهب قال: حين أرسل النبي (ص) إليه وإلى غيره، وكان أبو لهب عم النبي (ص)، وكان اسمه عبد العزى، فذكرهم، فقال أبو لهب: تبا لك، في هذا أرسلت إلينا؟ فأنزل الله: تبت يدا أبي لهب.
وقوله: ما أغنى عنه ماله وما كسب يقول تعالى ذكره: أي شئ أغنى عنه ماله، ودفع من سخط الله عليه وما كسب وهم ولده. وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل لذكر من قال ذلك:
29590 - حدثنا الحسن بن داود بن محمد المنكدر، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خيثم، عن أبي الطفيل، قال: جاء بنو أبي لهب إلى ابن عباس، فقاموا يختصمون في البيت، فقام ابن عباس، فحجز بينهم، وقد كف بصره، فدفعه بعضهم حتى وقع على الفراش، فغضب وقال: أخرجوا عني الكسب الخبيث.
29591 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن أبي بكر الهذلي، عن محمد بن سفيان، عن رجل من بني مخزوم، عن ابن عباس أنه رأى يوما ولد أبي لهب يقتتلون، فجعل يحجز بينهم ويقول: هؤلاء مما كسب.
29592 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد ما أغنى عنه ماله وما كسب قال: ما كسب ولده.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني