وقوله: عطاء يقول: تفضلا من الله عليهم بذلك الجزاء، وذلك أنه جزاهم بالواحد عشرا في بعض، وفي بعض بالواحد سبعمائة، فهذه الزيادة وإن كانت جزاء فعطاء من الله.
وقوله: حسابا يقول: محاسبة لهم بأعمالهم لله في الدنيا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
27988 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
(جزاء من ربك عطاء حسابا). * قال عطاء حسابا لما علموا.
. 27989 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة جزاء من ربك عطاء حسابا: أي عطاء كثيرا، فجزاهم بالعمل اليسير، الخير الجسيم، الذي لا انقطاع له.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:
عطاء حسابا قال: عطاء كثيرا وقال مجاهد: عطاء من الله حسابا بأعمالهم 27990 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت ابن زيد يقول في قول الله: جزاء من ربك عطاء حسابا فقرأ: إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا... إلى عطاء حسابا قال: فهذه جزاء بأعمالهم عطاء الذي أعطاهم، عملوا له واحدة، فجزاهم عشرا، وقرأ قول الله: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، وقرأ قول الله: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء قال: يزيد من يشاء، كان هذا كله عطاء، ولم يكن أعمالا يحسبه لهم، فجزاهم به حتى كأنهم عملوا له، قال: ولم يعمل وإنما عملوا عشرا، فأعطاهم مائة، وعملوا مئة، فأعطاهم ألفا، هذا كله عطاء، والعمل الأول، ثم حسب ذلك حتى كأنهم عملوا، فجزاهم كما جزاهم بالذي عملوا.
وقوله: رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن يقول جل ثناؤه: جزاء من ربك رب السماوات السبع والأرض وما بينهما من الخلق.