وروي عن النبي (ص) خبر يؤيد القول الذي ذكرنا عن أبي الزبير. ذكر من قال ذلك:
28745 - حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: ثنا زيد بن حباب، قال:
أخبرني عياش بن عقبة، قال: ثني جبير بن نعيم، عن أبي الزبير، عن جابر: أن رسول الله (ص) قال: الشفع: اليومان، والوتر: اليوم الواحد.
والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالشفع والوتر، ولم يخصص نوعا من الشفع ولا من الوتر دون نوع بخبر ولا عقل، وكل شفع ووتر فهو مما أقسم به، مما قال أهل التأويل إنه داخل في قسمه هذا، لعموم قسمه بذلك.
واختلفت القراء في قراءة قوله: والوتر فقرأته عامة قراء المدينة ومكة والبصرة وبعض قراء الكوفة بكسر الواو.
والصواب من القول في ذلك: أنهما قراءتان مستفيضتان معروفتان في قراءة الأمصار، ولغتان مشهورتان في العرب، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وقوله: والليل إذا يسر يقول: والليل إذا سار فذهب، يقال منه: سرى فلان ليلا يسري: إذا سار.
وقال بعضهم: عني بقوله والليل إذا يسر ليلة جمع، وهي ليلة المزدلفة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28746 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمر بن قيس، عن محمد بن المرتفع، عن عبد الله بن الزبير والليل إذا يسر حتى يذهب بعضه بعضا.
28747 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: والليل إذا يسر يقول: إذا ذهب.
28748 - حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد والليل إذا يسر قال: إذا سار.
28749 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية والليل إذا يسر قال: والليل إذا سار.