اللام، بمعنى: أنهم يصلونها ويردونها، فيحترقون فيها، واستشهدوا لتصحيح قراءتهم ذلك كذلك، بقول الله: يصلونها وإلا من هو صال الجحيم.
والصواب من القول في ذلك عندي: أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وقوله: إنه كان في أهله مسرورا يقول تعالى ذكره: إنه كان في أهله في الدنيا مسرورا، لما فيه من خلافه أمر الله، وركوبه معاصيه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: إنه كان في أهله مسرورا: أي في الدنيا.
وقوله: إنه ظن أن لن يحور بلى يقول تعالى ذكره: إن هذا الذي أوتي كتابه وراء ظهره يوم القيامة، ظن في الدنيا أن لن يرجع إلينا، ولن يبعث بعد مماته، فلم يكن يبالي ما ركب من المآثم، لأنه لم يكن يرجو ثوابا، ولم يكن يخشى عقابا يقال منه: حار فلان عن هذا الامر: إذا رجع عنه، ومنه الخبر الذي روي عن رسول الله (ص) أنه كان يقول في دعائه:
اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور يعني بذلك: من الرجوع إلى الكفر، بعد الايمان. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28465 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: إنه ظن أن لن يحور يقول: يبعث.
28466 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
إنه ظن أن لن يحور بلى قال: أن لا يرجع إلينا.
28467 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: إنه ظن أن لن يحور: أن لا معاد له ولا رجعة.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة أن لن يحور قال: أن لن ينقلب: يقول: أن لن يبعث.