عباس، قال: إن أراد مراجعتها قبل أن تنقضي عدتها، أشهد رجلين كما قال الله:
وأشهدوا ذوي عدل منكم عند الطلاق وعند المراجعة، فإن راجعها فهي عنده على تطليقتين، وإن لم يراجعها فإذا انقضت عدتها فقد بانت منه بواحدة، وهي أملك بنفسها، ثم تتزوج من شاءت، هو أو غيره.
26560 - حدثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، في قوله: وأشهدوا ذوي عدل منكم قال: على الطلاق والرجعة.
وقوله: وأقيموا الشهادة لله يقول: وأشهدوا على الحق إذا استشهدتم، وأدوها على صحة إذا أنتم دعيتم إلى أدائها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26561 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، في قوله:
وأقيموا الشهادة لله قال: أشهدوا على الحق.
وقوله: ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر يقول تعالى ذكره: هذا الذي أمرتكم به، وعرفتكم من أمر الطلاق، والواجب لبعضكم على بعض عند الفراق والامساك عظة منا لكم، نعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فيصدق به.
وعني بقوله: من كان يؤمن بالله من كانت صفته الايمان بالله، كالذي:
26562 - حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي من كان يؤمن بالله واليوم الآخر قال: يؤمن به.
وقوله: ومن يتق الله يجعل له مخرجا يقول تعالى ذكره: من يخف الله فيعمل بما أمره به، ويجتنب ما نهاه عنه، يجعل له من أمره مخرجا بأن يعرفه بأن ما قضى فلا بد من أن يكون، وذلك أن المطلق إذا طلق، كما ندبه الله إليه للعدة، ولم يراجعها في عدتها حتى انقضت ثم تتبعها نفسه، جعل الله له مخرجا فيما تتبعها نفسه، بأن جعل له السبيل إلى خطبتها ونكاحها، ولو طلقها ثلاثا لم يكن له إلى ذلك سبيل.
وقوله: ويرزقه من حيث لا يحتسب يقول: ويسبب له أسباب الرزق من حيث لا يشعر، ولا يعلم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وذكر بعضهم أن هذه الآية نزلت بسبب عوف بن مالك الأشجعي. ذكر من قال ذلك: