كما أننا نلاحظ أيضا في هذه الروايات أنها متفاوتة في مضامينها بحيث قد تبدو أحيانا وكأنها متناقضة أو متضاربة أو مختلفة، وفي نفس الوقت اختلفت آراء العلماء في تفسيرها والاخذ منها حتى تباينت واضطربت.
وقد تركز البحث فيها حول موضوعين رئيسين:
أحدهما: بحث (المحكم والمتشابه) والتفسير والتأويل الذي دار حول الآية السابعة من سورة آل عمران، وهي قوله تعالى: ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا اولوا الألباب﴾ (1).
والاخر: بحث (التفسير بالرأي) الذي ورد النهي عنه في أحاديث مسلمة عند المسلمين، وجاء فيها الوصف بالكفر لمن صنع ذلك في القرآن الكريم، حيث وقع الخلاف في تحديد معنى (الرأي) هذا.
ولعل من أفضل الأبحاث استيعابا وتحليلا واختصارا وفائدة هو ما ذكره العلامة الطباطبائي (قدس سره) في كتابه " الميزان في تفسير الميزان " والذي استنبط فيه النظرية القرآنية التي تبناها أهل البيت (عليهم السلام) في هذا المجال واستند فيها إلى الآيات الشريفة والسنة النبوية المروية عن النبي وأهل بيته الكرام (2).
ومن أجل أن تتضح صورة هذا المعلم من التفسير، نشير إلى مجموعة من الروايات والنصوص التي تدل أو تشير إلى وجود مستويين من تفسير القرآن والاخذ منه:
الأول: تفسير القرآن على مستوى الظاهر أو المحكم أو التنزيل... حسب ما