2 بحوث 3 1 - حقيقة الموت يتصور أغلب الناس أن الموت أمر عدمي ومعناه الفناء، إلا أن هذه النظرة لا تنسجم مع ما ورد في القرآن المجيد وما تدل عليه الدلائل العقلية ولا توافقها أبدا.
فالموت في نظر القرآن أمر وجودي، وهو انتقال وعبور من عالم إلى آخر، ولذلك عبر عن الموت في كثير من الآيات ب " توفي " ويعني تسلم الروح واستعادتها من الجسد بواسطة الملائكة.
والتعبير في الآيات المتقدمة وجاءت سكرة الموت بالحق هو إشارة إلى هذا المعنى (1) أيضا، وقد جاء في بعض الآيات التعبير عن الموت بالخلق: الذي خلق الموت والحياة (الملك - 2).
وهناك تعبيرات متعددة عن حقيقة الموت في الروايات الإسلامية، ففي رواية أن الإمام علي بن الحسين سئل: ما الموت؟ فقال (عليه السلام): " للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفك قيود وأغلال ثقيلة والاستبدال بأفخر ثياب وأطيبها روائح وأوطئ المراكب وآنس المنازل وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسة والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها وأوحش المنازل وأعظم العذاب ".
وسئل الإمام محمد بن علي (عليه السلام) السؤال الآنف ذاته فقال: " هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة إلا أنه طويل مدته لا ينتبه منه إلا يوم القيامة " (2).
وقد قلنا في المباحث المتعلقة بالبرزخ أن حالات الأشخاص متفاوتة في البرزخ، فبعضهم كأنهم يغطون في نوم عميق، وبعضهم " كالشهداء في سبيل الله