والمؤمنين الراسخين " ينعمون بأنواع النعم بينما يعذب الأشقياء والجبابرة بعذاب الله الأليم!
وقد بين الإمام الحسين (عليه السلام) لأصحابه حقيقة الموت يوم عاشوراء عند إشتداد المأزق والقتال بتعبير لطيف بليغ فقال: " صبرا بني الكرام، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة، والنعم الدائمة، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب إن أبي حدثني عن رسول الله إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم " (1)..
ونقرأ في حديث آخر أن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) دخل على رجل يعاني سكرات الموت ولم يكلم أحدا، فسأل الحاضرون الإمام موسى بن جعفر: يا ابن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف الموت وكيف هو حال صاحبنا؟
فقال (عليه السلام): " الموت هو المصفاة يصفي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر بقي عليهم ويصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة أو راحة تلحقهم وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم، وأما صاحبكم هذا فقد نخل من الذنوب نخلا وصفي من الآثام تصفية وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد " (2).
3 2 - سكرات الموت كان الكلام في الآيات الآنفة على سكرات الموت، وقلنا أن " السكرات " جمع سكرة، ومعناها الحالة التي تشبه حالة الثمل على أثر إشتداد حالة الإنسان فيضطرب منها فيرى سكرا وليس بسكر!
صحيح أن الموت هو للمؤمنين بداية انتقال إلى عالم أوسع ملئ بمواهب