الدم، لأن دماء القرابين كانت تسفك (1) عندها وعلى كل حال فإن العرب كانوا يحترمون هذه الأصنام حتى أنهم سموا كثيرا من رجالهم بعبد العزى وعبد منات وربما سموا بعض قبائلهم بمثل هذه الأسماء (2).
3 2 - أسماء دون مسميات إن واحدا من أقدم أسس الشرك هو تنوع الموجودات في العالم حيث أن ذوي الفكر القصير والنظر الضيق لم يستطيعوا تصديق أن كل هذه الموجودات المتنوعة في السماء والأرض مخلوقة لله الأحد " لأنهم يقيسون ذلك بأنفسهم إذ لا يتسنى لهم التسلط إلا على أمر واحد أو عدة أمور " لذلك كانوا يزعمون أن لكل نوع من الموجودات ربا يعبر عنه " برب النوع " كرب نوع البحر، ورب نوع الصحراء، ورب نوع المطر، ورب نوع الشمس، ورب الحرب، ورب الصلح...
وهذه الآلهة المزعومة التي كانوا يسمونها الملائكة أحيانا كانت حسب اعتقادهم تحكم هذا العالم وحيثما تقع مشكلة يلتجأ إلى رب نوعها وحيث أن أرباب الأنواع لم تكن موجودات محسوسة فقد صنعوا لها تماثيل وعبدوها!
هذه العقائد الخرافية انتقلت من اليونان إلى المناطق الأخرى حتى وصلت إلى الحجاز، ولكن حيث أن التوحيد الإبراهيمي كان سائدا لدى العرب فلم يمكنهم إنكار وجود الله، فمزجت هذه العقائد واحدة بالأخرى، ففي الوقت الذي يعتقدون فيه بالله اعتقدوا بالملائكة الذين هم في زعمهم بناته، وعبدوا الأحجار التي صنعوا منها التماثيل.
فالقرآن هدم هذه الخرافات بعبارة موجزة غزيرة المعنى فقال: إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان فلم يك أي شئ صادرا