وهنا يريد القرآن أن ينذر مشركي عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجميع الناس على مدى التاريخ: ليكن لكم من القدرات والاستطاعة والإمكانات كل شئ ومهما كان لكم من أموال وثروات وحياة مرفهة، فإن التلوث بالشرك والظلم والفساد سيستأصل أعماركم، وإن نفس أسباب تفوقكم تلك ستكون أسباب هلاككم!
قوم فرعون: وقوم نوح، أهلكوا بالماء الذي هو أساس الحياة، قوم عاد بالعاصفة والرياح التي هي أيضا في ظروف خاصة أساس الحياة، قوم ثمود بالسحاب الحامل للصواعق، وقوم لوط بمطر من الحجارة نزل بعد الصاعقة، أو انفجار بركان على قول بعضهم، وأصحاب الرس طبقا لذيل تلك الرواية أعلاه، أبيدوا بنار تطلع من الأرض، وبشعلة مهلكة انتشرت من السحاب، ليؤوب هذا الإنسان المغرور إلى نفسه، فيتمسك بطريق الله والعدالة والتقوى.
* * *