قوله تعالى: وبالوالدين إحسانا، أمر أو خبر بمعنى الامر والتقدير وأحسنوا بالوالدين إحسانا، وذي القربى واليتامى والمساكين، أو التقدير: وتحسنون بالوالدين إحسانا الخ، وقد رتب موارد الاحسان أخذا من الأهم والأقرب إلى المهم والابعد فقرابة الانسان أقرب إليه من غيرهم، والوالدان وهما الأصل الذي تتكي عليه وتقوم به شجرة وجوده أقرب من غيرهما من الأرحام وفي غير القرابة أيضا اليتامى أحق بالاحسان لصغرهم وفقدهم من يقوم بأمرهم من المساكين. هذا وقوله: واليتامى، اليتيم من مات أبوه ولا يقال لمن ماتت أمه يتيم. وقيل اليتيم في الانسان إنما تكون من جهة الأب وفي غير الانسان من سائر الحيوان من جهة الام وقوله تعالى: والمساكين، جمع مسكين وهو الفقير العادم الذليل، وقوله تعالى: حسنا مصدر بمعنى الصفة جئ به للمبالغة. وفي بعض القرائات حسنا، بفتح الحاء والسين صفة مشبهة. والمعنى قولوا للناس قولا حسنا، وهو كناية عن حسن المعاشرة مع الناس، كافرهم، ومؤمنهم ولا ينافي حكم القتال حتى تكون آية القتال ناسخة له لان مورد القتال غير مورد المعاشرة فلا ينافي الامر بحسن المعاشرة كما أن القول الخشن في مقام التأديب لا ينافي حسن المعاشرة.
قوله تعالى: لا تسفكون دماءكم، خبر في معنى الانشاء نظير ما مر في قوله: لا تعبدون الا الله، والسفك الصب.
قوله تعالى: تظاهرون عليهم، التظاهر هو التعاون، والظهير العون مأخوذ من الظهر لان العون يلي ظهر الانسان.
قوله تعالى: وهو محرم عليكم إخراجهم، الضمير للشأن والقصة كقوله تعالى:
قل هو الله أحد.
قوله تعالى أفتؤمنون ببعض الكتاب، أي ما هو الفرق بين الاخراج والفدية حيث أخذتم بحكم الفدية وتركتم حكم الاخراج وهما جميعا في الكتاب، أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض.
قوله تعالى: وقفينا، التقفية الاتباع وإتيان الواحد قفأ الواحد.
قوله تعالى: وآتينا عيسى بن مريم البينات، سيأتي الكلام فيه في سورة آل عمران.