التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني - جماعة من العلماء - الصفحة ١٩٥
المكتب فالعامي إذا سأل عن مثل هذا يزجر ويردع ويقال له ليس هذا بعشك فادرجي وقد أمر مالك بإخراج من سأله فقال ما أراك إلا رجل سوء وعلاه الرحضاء، وكذلك فعل عمر رضي الله عنه بكل من سأل عن الآيات المتشابهة، وقال صلى الله عليه وسلم " إنما هلك من كان قبلكم بكثرة السؤال " وورد الأمر بالإمساك عن القدر فكيف الصفات.
وأما الامساك عن التصرف في هذه الأخبار والآيات فهو أن يقولها كما قالها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا يتصرف فيها بتفسير ولا تأويل ولا تصريف ولا تفريق ولا جمع، فأما التفسير فلا يبدل لفظ لغة بأخرى فإنه قد لا يكون قائما مقامه فربما كانت الكلمة تستعار في لغة دون لغة وربما كانت مشتركة في لغة دون لغة وحينئذ يعظم الخطب بترك الاستعارة وباعتقاد أن أحد المعنيين هو المراد بالمشترك، وأما التأويل فهو أن يصرف الظاهر ويتعلق بالمرجوح فإن كان عاميا فقد خاض بحرا لا ساحل له وهو غير سابح وإن كان عالما لم يجز له ذلك إلا بشرائط التأويل ولا يدخل مع العامي فيه لعجز العامي عن فهمه، وأما كف باطنه فلئلا يتوغل في شئ يكون كفرا ولا يتمكن من صرفه عن نفسه ولا يمكن غيره ذلك، وأما اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ذلك فليعلمه ولا يقس نفسه به ولا بأصحابه ولا بأكابر العلماء فالقلوب معادن وجواهر.
ثم الكلام بعد هذا في فصلين أحدهما في تنزيه الله تعالى عن الجهة فنقول: الأول أن القوم إن بحثوا بالأخبار والآثار فقد عرفت ما فيها وأنهم ما ظفروا بصحابي ولا تابعي يقول بمقالتهم على أن الحق في نفس الأمر أن الرجال تعرف بالحق ولا يعرف الحق بالرجال وقد روى أبو داود في سننه عن معاذ رضي الله عنه أنه قال: " إقبلوا الحق من كل من جاء به وإن كان كافرا أو قال فاجرا واحذروا زيغة الحكيم قالوا كيف نعلم أن الكافر يقول الحق؟ قال: إن على الحق نورا، ولقد صدق رضي الله عنه ولو تطوقت قلادة التقليد لم نأمن أن كافرا يأتينا بمن هو معظم في ملته، ويقول: إعرفوا الحق بهذا وإذ قد علمت أن القوم لا مستروح لهم في النقل فاعلم أن الله سبحانه وتعالى لم يخاطب إلا أولي العقول
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 من هو ابن تيمية 7
3 جمهور الأمة الاسلامية على تنزيه الله عن مشابهة الحوادث 7
4 كشف حال ابن تيمية 7
5 صورة مرسوم ابن قلاوون في ابن تيمية 8
6 كلام ابن تيمية في الاستواء 11
7 ضحك العلماء منه 12
8 تفرقته في جواز التوسل بالرسول في حياته ومنع ذلك بعد موته 13
9 اتفاق الحذاق من جميع المذاهب على سوء فهمه 13
10 ما ذكره ابن شاكر فيه في عيون التواريخ 14
11 إقحام الزملكاني له 14
12 وصول ابن تيمية إلى القاهرة 15
13 شروعه في الوعظ 15
14 ارجاع ابن صصري ابن تيمية إلى القضاء 16
15 ورود المرسوم بمنع ابن تيمية قي الفتوى في الطلاق 17
16 سنة 726 حبس ابن تيمية 18
17 مرسوم السلطان 19
18 صورة الفتوى من خط القضاة الأربعة 20
19 قال أبو حيان 21
20 احتجاج ابن تيمية على اثبات الجهة لله تعالى 23
21 ذكر مسائل من شذوذه 29
22 حال ابن تيمية عن الكتاني 29
23 حال ابن تيمية عند السبكي 30
24 حال ابن تيمية عند الحافظ ولي الدين العراقي 32
25 حال ابن تيمية عن ابن حجر الحافظ 33
26 حال ابن تيمية عند ابن حجر الحافظ 33
27 كلام الحصني فيه 36
28 كلام السخاوي والذهبي فيه 36
29 فصل في استتابته 38
30 دليل على جهله 50
31 فائدة في مسألة الطلاق 51
32 لا تناقض عند أبي حيان 54
33 قول ابن حجر الهيتمي فيه 54
34 نبذة من تشبيهه لله بخلقه 57
35 قوله بالجسمية 58
36 قوله: ان الله يشار إليه برفع الأيدي في الدعاء 59
37 قوله: بالحد لله تعالى 60
38 قوله: إن كل أحد بالله و بمكانه اعلم 61
39 قوله: ان القرآن والسنة... مملوء بما فيه اثبات العلو لله على عرشه 62
40 زعم ان العقل موافق للنقل في ذلك 64
41 مزيد من افترائه 65
42 زعمه ان الحروف في كتاب الله ليست مخلوقة 66
43 صور أسئلة وأجوبة 68
44 افتراؤه على جمهور أهل السنة 74
45 زعمه على ان جمهور الخلق على ان الله فوق العالم 75
46 قوله: بقيام الحوادث بذات الله 76
47 قوله: بحوادث لا أول لها 76
48 تنبيه 77
49 ما نقله الحافظ ابن طولون 78
50 افتراؤه على الامام علي 85
51 فائدة 87
52 تنبيه 88
53 بعض العلماء الرادين عليه والمناظرين له 90
54 حال ابن تيمية عند الشيخ زروق 92
55 الرد على من قال لعلها دسا عليه 92
56 نصيحة 94
57 الرسالة الأولى الدرة المضية في الرد على ابن تيمية للسبكي 97
58 الرسالة الثانية نقد الاجتماع والافتراق في مسائل الايمان والطلاق للمؤلف السابق 125
59 الرسالة الثالثة النظر المحقق في الحلف بالطلاق المعلق للمؤلف السابق 135
60 الرسالة الرابعة الاعتبار ببقاء الجنة والنار للمؤلف السابق 141
61 الرسالة الخامسة رسالة في نفي الجهة لشهاب الدين أحمد بن جبريل الكلابي 159
62 الرسالة السادسة النصيحة الذهبية 203