ابن سلمة عن ثابت عن الحسن قال عمر رضي الله عنه لو لبث أهل النار في النار بقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون. قلت:
الحسن لم يسمع من عمر وقد رأيت هذا الأثر في تفسير عبد في موضعين في أحدهما يخرجون وفي الآخر يرجون لا تصريح فيه فقد يحصل لهم رجاء ثم ييأسون ويخرجون يحتمل أن يكون من النار إلى الزمهرير ويحتمل أن يكون ذلك في عصاة المؤمنين فلم يجئ في شئ من الآثار إنه في الكفار فإن قلت: قد قال: هذا المصنف إنه يحتج على فناء النار بالكتاب والسنة وأقوال الصحابة وأن القائلين ببقائها ليس معهم كتاب ولا سنة ولا أقوال الصحابة رضي الله عنهم. قلت.: هذا الكتاب والسنة بين أظهرنا بحمد الله وهما دالان على بقائهما. فإن قلت: قد ليس في " مسند أحمد " حديث ذكر فيه أنه ينبت فيها الجرجير. قلت ليس في " مسند أحمد " ولكنه في غيره وهو ضعيف ولو صح حمل على طبقة العصاة. فإن قلت: قال حرب الكرماني: سألت إسحاق عن قول الله تعالى (إلا ما شاء ربك) فقال أتت هذه الآية على كل وعيد في القرآن وعن أبي نضرة عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذه الآية تأتي على القرآن كله حيث كان في القرآن (خالدين فيها) تأتي عليه. قلت: إن صحت هذه الآثار حملت على العصاة لأن القرآن لم يرد فيه خروج العصاة من النار صريحا إنما ورد في السنة بالشفاعة فالمراد بهذه الآثار موافقة القرآن للسنة في ذلك فإن السلف كانوا شديدي الخوف ولم يجدوا في القرآن خروج الموحدين من النار وكانوا يخافون الخلود كما تقوله المعتزلة فإن قلت: قال ابن مسعود رضي الله عنه ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد وذلك بعدما يلبثون فيها أحقابا. قلت إن صح هذا عن ابن مسعود حمل على طبقة العصاة وقوله أحقابا يحمل على أحقاب غير الأحقاب المذكورة في القرآن حتى يصح الحمل على العصاة. فإن قلت: قال الشعبي جهنم أسرع الدارين عمرانا وأسرعهما خرابا. قلت أنا أعيذ الشعبي من ذلك فإنه يقتضي خراب الجنة. فإن