بسم الله الرحمن الرحيم (1) الحمد لله العظيم شأنه القوي سلطانه القاهر ملكوته الباهر جبروته الغني عن كل شئ وكل شئ مفتقر إليه فلا معول لشئ من الكائنات إلا عليه أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بالمحجة البيضاء والملة الزهراء، فأتى بأوضح البراهين ونور محجة السالكين ووصف ربه تعالى بصفات الجلال ونفى عنه ما لا يليق بالكبرياء والكمال فتعالى الله الكبير المتعال عما يقوله أهل الغي والضلال، لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطيف قدرته مقهورون في قبضته أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا، مطلع على هواجس الضمائر وحركات الخواطر، فسبحانه ما أعظم شأنه وأعز سلطانه يسأله من في السماوات والأرض لافتقارهم إليه كل يوم هو في شأن لاقتداره عليه والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم أنبيائه ومبلغ أنبائه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد فالذي دعا إلى تسطير هذه النبذة ما وقع في هذه المدة مما علقه بعضهم في إثبات الجهة واغتر بها من لم يرسخ في التعليم قدمه، ولم يتعلق بأذيال المعرفة ولا كبحه لجام الفهم ولا استبصر بنور الحكمة، فأحببت أن أذكر عقيدة أهل السنة والجماعة ثم أبين فساد ما ذكره مع أنه لم يدع دعوى إلا نقضها ولا اطرد قاعدة إلا هدمها، ثم