(الكامل) (64 / 2) عن الحارث بن سريج وحده ثم قال عقبه:
(وهذا الحديث معروف بمحمد بن المنهال عن يزيد بن زريع، وأظن أن الحارث هذا سرقه منه، ولا أعلم يرويه عن يزيد بن زريع غيرهما، ورواه ابن أبي عدي وجماعة معه عن شعبة موقوفا).
قلت: يزيد بن زريع احتج به الشيخان، وهو ثقة ثبت ومثله محمد بن المنهال احتج به الشيخان أيضا وهو ثقة حافظ كما في (التقريب) وكان أثبت الناس في يزيد بن زريع كما قال ابن عدي عن أبي يعلى، فالقلب يطمئن لصحة حديثه، ولا يضره وقف من أوقفه على شعبة، لان الراوي قد ينشط تارة فيرفع الحديث، ولا ينشط تارة فيوقفه فمن حفظ حجة على من لم يحفظ، ولهذا قال الحاكم: (صحيح على شرط الشيخين). ووافقه الذهبي (1).
والحديث قال الحافظ في (التلخيص) (ص 201 - 202):
(رواه ابن خزيمة والإسماعيلي في (مسند الأعمش) والحاكم والبيهقي وابن حزم وصححه والخطيب في (التاريخ)... قال ابن خزيمة: الصحيح موقوف. وأخرجه كذلك من رواية ابن أبي عدي، وقال البيهقي: تفرد برفعه محمد بن المنهال، ورواه الثوري عن شعبة موقوفا.
قلت: لكن هو عند الإسماعيلي والخطيب عن الحارث بن سريج عن يزيد ابن زريع متابعة لمحمد بن المنهال، ويؤيد رفعه ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه: نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال: احفظوا عني، ولا تقولوا قال ابن عباس فذكره. وهذا ظاهره أنه أراد أنه مرفوع، فلذا نهاهم عن نسبته إليه، وفي الباب عن جابر أخرجه ابن عدي بلفظ:
(لو حج صغير حجة، لكان عليه حجة أخرى) الحديث. وسنده