ومخضب الأطراف صد بوجهه * لما رأى شيبي مكان سوادي والغانيات لذي الشباب حبائب * وإذا المشيب دنا فهن أعادي شعر تبدل لونه فتبدلت * فيه القلوب شناءة بوداد لم تجنه إلا الهموم بمفرقي * ويخال جاء به مدى ميلادي ما تحتاج هذه الأبيات إلى منبه على سباطتها وعذوبة ألفاظها وإن ماء القبول فيها مندفق مترقرق.
ولي من قصيدة أولها " يا راكبا وصل الوجيف زميله ":
من مانع عني وقد شحط الصبي * ضيبا على الفودين آن نزوله وافى هوي السلك خر نظامه * والشعب سال على الديار مسيله سبق احتراسي من أذاه بضيئه * لما تجللني فكيف عجوله ما ضره لما أراد زيارة * لو كان بالايذان جاء رسوله لا مرحبا ببياض رأسي زائرا * أعيا علي حلوله ورحيله من كان يرقب صحة من مدنف * فالشيب داء لا يبل عليله نصل الشباب إلى المشيب وإنما * صيغ المشيب إلى الفناء نصوله إن البهيم من الشباب ألذ لي * فلتعدني أوضاحه وحجوله أعجب به صبحا يرد ظلامة * وشهاب داجية يحب أفوله قالوا المشيب نباهة وأود أن * يبقى علي من الشباب خموله والفضل في الشعر البياض وليته * لم يشجني بفراقه مفضوله الفودان جانبا الرأس. والبيت الثاني الذي أوله " وافى هوي السلك " أبلغ