ولقائل أن يقول في البيت الذي هو:
يا حبذا ضيفك من * مفارق وإن غدر أي غدر يليق بالشباب وهو لم يفارق مختارا بل مضطرا؟
فالجواب عنه: أن الغدر بالفراق إنما يكون متى كان عن غير سبب أوجب المفارقة ومع الايثار للمواصلة والمقام، فكأن الشباب لما تعجل قبل حينه وأوان فراقه من غير سبب من ذي الشباب أوجب ذلك نسب إليه الغدر توسعا واستعارة وتشبيها.
وله من قصيدة:
يا قاتل الله ريعان الشباب وما * خلى علي من الأشجان والغلل وروضة من سواد الرأس حالبة * كان المشيب إليها رائد الأجل قالوا الخضاب لود البيض مطمعة * قد ضل طالب ود البيض بالحيل فلقوله رحمه الله " كان المشيب إليها رائد الأجل " من الاحسان والعذوبة ما شاء.
وله من قصيدة:
إليك فقد قلصت شرتي * بعيد البياض قلوص الظلال وبدلت مما يروق الحسان من منظر ما يروع الغوالي سواد تعذر زور البياض * علوق الضرام برأس الذبال