يرد الزمان علي الهوى * ويطمع في هفوة من جناني أما تشبيه السواد في الشعر بالصدأ وبياض الشيب بالصقال والجلاء فمذهب معروف متداول، لكن الغريب المليح تشبيه سواد الشباب بالدخان وبياض الشيب ببياض النار.
وله في ذم المشيب وهي قطعة مفردة:
خذا اليوم كفي للبياع على النهى * فلم يبق للاطراب عين ولا أثر وقد كنت لا أعطي العواذل طاعة * وأعذر نفسي في التصابي ولا عذر نقضت لبانات الصبي وتصرمت * فلا نهي للاحي علي ولا أمر ولا تحسبا إني نضوت بطالتي * نزوعا ولكن صغر اللذة الكبر ولا أمتري أن الشباب هو الغنى * وإن قال مال والمشيب هو الفقر وله أيضا في ذم المشيب وهي قطعة مفردة:
يا عذولي قد غضضت جماحي * فاذهبا أين شئتما بزمامي بعد لوثي عمامة الشيب أختال ببردي بطالة وعرام خفضت نزوة الشباب وحال الهم بين الحشا وبين الغرام أيها الصبح زل ذميما فما أظلم يومي من بعد ذاك الظلام أرمضت شمسك المنيرة فودي فمن لي بظل ذاك الغمام غالطوني عن المشيب وقالوا * لا ترع أنه جلاء الحسام قلت ما آمن من على الرأس منه * صارم الحد في يد الأيام